مجلة أدبية.ثقافية .فنية تعنى بنشر الخواطر والمقالات المشاركة في مؤسسة رشيد الثقافية
الجمعة، 31 أكتوبر 2025
يا غائبا لا يغيب _بقلم الأديب اليمني/ نجم الدين الرفاعي
يا غائبًا لا يغيب…
يا ظلًّا يمشي في الضوء كأنه جزءٌ من معناه،
ويا حضورًا يتخفّى كي أفتّش عنه فيّ،
كم مرّةً ظننت أني نسيتك،
فابتدأتُ بك من جديد…!
تغيبُ كأنك تتقن الغيابَ طقسًا مقدّسًا،
وتحضرُ كأنّ قلبي وطنك الأول،
لا تخبرني أين أنت،
فأنا أعرفك من ارتباك النبض،
ومن اضطراب اللغة حين تمرُّ صورتك في رأسي كبرقٍ بلا مطر.
يا غائبًا لا يُقاس بالمسافة،
ولا يُختصر بالحنين،
كيف أقنعَ هذا الليل أنك ما زلت هنا،
تمشي بين السطور التي لم تُكتب بعد،
وتُربك المعاني التي لا تجرؤ على النطق باسمك؟
لقد صرتَ شيئًا يتجاوز التذكّر،
شيئًا يشبه الإيمان،
لا أراكَ بعينيّ،
لكنّ روحي تعرفك من طريقتها الخاصة في الارتعاش.
يا غائبًا يشبه السماء في صمتها،
ويشبهني في ضياعه،
كلّما هممتُ أن أنساك،
أجدك تنتظرني عند باب النسيان،
تبتسم بخبثٍ يشبه الحنان،
وتقول: "ألن تكتبني اليوم أيضًا؟"
فأكتبك...
كأن الكتابة صلاةٌ،
وكأن الدعاء لا يكتمل إلا حين يوجع.
يا غائبًا لا يغيب،
ابقَ كما أنت — لغزًا في قلبي،
وحقيقةً لا تحتمل الشرح،
فأنا لا أريد أن أراك،
أريد فقط أن تبقى موجودًا بما يكفي
لأظلّ أفتقدك.
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
الخميس، 30 أكتوبر 2025
بين المسافة والنبض _بقلم الأديب اليمني/نجم الدين الرفاعي
بين المسافة والنبض
جئتُ إليك بلا طريق واضح،
كل الحروف حولي تهرب مني،
تتساقط كالندى فوق أرض لم تُروَ بعد.
أراك في كل حركة للهواء،
في كل ارتعاشة للظل،
في كل لحظة يختبئ فيها النور،
كما لو كنت لوحةً تُرسم ولا أحد يراها.
لقد حاولت أن أبدأ بسطر،
أن أضعك في إطار الكلمات،
لكنك دائمًا أوسع من الحروف،
أعمق من المعاني،
أخطر من كل محاولاتي لرسمك.
كل لونٍ جربتُه على ريشتي
يعود لي خاويًا،
يعود لي مجرد صدى لرغبة لم تُحَقَّق،
كل حرفٍ كتبته ينهار بين أصابعي
كأنما الحياة نفسها تتلاشى قبل أن تصل.
فأكتفي بالنظر إليك،
أتنفسك،
أحملك في انفاسي كأنك الهواء نفسه،
كأنك النبض الذي لا يتوقف،
الظل الذي يحمي ضوءي من أن يختفي،
السكينة التي لا يحتاجها أحد سوى قلبي.
ولستُ وحدي في هذا الجنون الجميل،
فكل كلمة أرادها قلبي،
كل صمتٍ اعتقدتُ أنه لي،
هو جزء منك،
جزء منك يعيش في داخلي،
يستنشق عالمي،
ويكتب على جدار روحي:
"هنا أنت، وهنا أنا، وهنا كل شيء آخر بلا معنى."
إنه نوع من الإلهام،
ليس الذي يُنشر،
ولا الذي يُقرأ،
إنه الإلهام الذي يبقى،
مثل نهرٍ يتسرب عبر الحجر،
مثل ضوءٍ يختبئ في شقوق الليل،
مثل قلبٍ ينبض في صمت لا يسمعه سوى من يستحق.
فلا تسألني ماذا أكتب بعد الآن،
ولا أي لون أرسم به،
ولا بأي حرف أبدأ،
لأن كل شيء أصبح بلا معنى،
كل شيء أصبح أنت،
وأنا هنا،
أقف أمامك،
أتنفسك،
أسمعك بلا صوت،
وأعرف أن هذا كل ما يحتاجه القلب ليعيش.
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
سندريلا ملكة الجمال _بقلم الشاعرة اللبنانية/فاطمة البلطجي
سندريلا ملكة الجمال
وقصّتها من الخيال
ذكروها بأتعس حال
مما تقوم به بالمنزل
من تنظيف وأعمال
شغلوا لنا عليها البال
وذات يوم
خادم القصر جال
في المدينة
يعلِن عن إحتفال
في قاعة الاستقبال
واخواتها بنات الدلال
لزوجة أبيها فقير المال
لا يملكن ذات الجمال
هيّأت لهم الجِمال
والهودج في الحال
والدموع في عينيها
تجيب على السؤال
لماذا سأُحرَم
من الاحتفال؟
وجاء الرد من جنّيّة
بدّلت كل الأحوال
بيدها عصا سحرية
ألبستها فستاناً وخلخال
رفعت من شعرها
بعضاً من خصال
ولوّنت شفاهها الكرزية
ورمشها الأسود القتّال
وجعلت من الجرذ خيلاً
وعربة يقودها خيّال
واشترطت عليها
العودة بلا جدال
اذا ما دقّت الساعة
الثانية عشر والا.. لا مجال
سينكشف أمرها
ولسوءٍ وضعها سيُحال
ورقصت مع الأمير
فائق الوسامة والجمال
وخفق له قلبها في الحال
حتى حان وقت الترحال
فما استمعت لصوته
وما عرفت لها ماذا قال
والسحر عنها
أوشك على الزوال
فسقطت فردة حذاؤها
وهي تسرع مشغولة البال
أرسل الحرّاس
باحثاً عنها ليطلب الحلال
والدليل حذاء صنعته ساحرة
ليس له مثال
فما أن انتعلته حتى
ناسبها بالتمام والكمال
طلب يدها وقبولها نال
وصارت أميرة غنيّة المال
فرحنا رغم علمنا
أنها قصّة من الخيال
وتوارثناها أجيالاً و أجيال
ولكن لماذا الحذاء يبقى السؤال
ولم يسقط السوار
أو انقطع الخلخال؟ !
بقلم :
فاطمة البلطجي
أنفاس المشتاق _بقلم الأديب اليمني/ نجم الدين الرفاعي
أنفاس المشتاق
كلّما حاولتُ أن أكتبك،
سال الحرف من بين أصابعي كدهشةٍ رطبة،
تبحث عن ظلٍّ يشبهك لتستقرّ فيه.
كلّ لونٍ فيّ يريد أن يرسمك بطريقةٍ مختلفة،
الأسود يراك سكونًا مقدّسًا،
والأبيض يراك غفرانًا طويلًا،
أما الأزرق — ذاك المجنون في أوردتي —
فيراك وعدًا لا ينتهي.
أنا لوحة لم تكتمل،
تركتُ نصف ملامحي لك،
ونصف صمتي لك،
ونصف وجعي لك،
ولم يتبقَّ لي إلا فراغٌ يتأمّل ظلك كلّ مساء.
تغمرني فكرة أنك هناك،
تتنفّس في جهةٍ لا أعرفها،
ربما تمشي الآن في شارعٍ عادي،
بين الناس، وأنت لا تدري أن في هذا العالم من ينتظر نظرةً منك
كمن ينتظر معجزة.
يا من لم أعرفه،
لكنك تركتَ في قلبي انحناءة عُمرٍ نحو الغياب،
هل تسمع دقاتي حين أذكرك؟
هل يصل إليك ارتعاش الحنين حين يمرّ اسمك على أطراف الذاكرة؟
أنا لا أكتبك لأنني عرفتك،
بل لأنّك الغياب الوحيد الذي له ملامح في داخلي.
كل نبضة منّي لون،
وكل وجعٍ منك خطّ،
وكل كلمةٍ إليك —
دَفقةٌ جديدة على كانفاس المشتاق.
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
نبض الأمانة _بقلم الشاعر اللبناني/ حسن أبو عمشة
نَبْضُ الأَمَانَةِ
أَمَانَةُ القَلْبِ فِي الدُّنْيَا سَنَامٌ وَسَمَاءُ
وَكَلِمَةُ الحَقِّ فِي الوُجُودِ صَدًى وَضِيَاءُ
تَسْكُنُ فِي الرُّوحِ كَشَمْسٍ تُنِيرُ الدُّجَى
وَتَسِيرُ فِي الدُّنْيَا كَنَبْضٍ لا يَفْنَى
تَحْمِلُ أَثْقَالَ الوَعْدِ وَالْعَهْدِ وَالإِيْمَانِ
وَتَشْهَدُ فِي الزَّمَانِ كَمَا تَشْهَدُ الأَرْضَ وَالْمَكَانِ
تَسْمُو بِالأَخْلَاقِ وَتَزْرَعُ فِي القُلُوبِ
وَتَسْقِي الأُمَمَ حُبًّا وَسِلْمًا وَرُؤُوبِي
تَسْتَقِي النُّفُوسُ مِنْ نَهْرِهَا طُمَأْنِينَةً
وَتُحَلِّقُ فِي الفُؤَادِ كَمَا تَحَلِّقُ العَبْقَرِيَّةُ
تَحْمِلُ الأَمَانَةَ فِي كُلِّ دَرْبٍ وَفِي كُلِّ مَسِيرٍ
وَتَسْتَبْقِي الحَقَّ وَالوَعْدَ فِي زَمَانٍ وَدِيرٍ
تَسْتَقِيمُ بِالصِّدْقِ كَشُعْلَةٍ فِي لَيْلٍ مُظْلِمٍ
وَتَنْتَشِرُ فِي الوُجُودِ كَنُورٍ وَظِلٍّ عَمِيمٍ
تُحَافِظُ عَلَى المَسَاعِي وَتَنْصُرُ المُظْلُومِينَ
وَتَغْرِسُ فِي الأَرْضِ حُبًّا لِلْحَقِّ وَالأَسْرَارِ العَظِيمِينَ
تَسْتَبْقِي الإِيمَانَ وَالأَمَانَةَ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ
وَتُحَلِّقُ فِي المَجْدِ كَسَحَابٍ يَسْقِي الشَّجَى وَالرَّجَاء
تَسْمُو بِالأُمَمِ وَتَرْسُمُ لَهَا دَرْبَ الكَرَامَةِ
وَتَحْمِلُ فِي يَدَيْهَا نَبْضَ العِزِّ وَالحُرِّيَّةِ العَظِيمَةِ
تَشْهَدُ الأَرْضُ وَالشَّجَرُ وَكُلُّ مَا فِي الفَضَاءِ
أَنَّ الأَمَانَةَ حَقٌّ لا يَبِيدُ وَلا يُنسَى فِي الْوَجْدِ وَالإِقْلَاءِ
وَيَا قُلُوبًا تَسْعَى لِلصِّدْقِ وَالنُّورِ
تَعَلَّمُوا الأَمَانَةَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَشُعُورِ
فِي كُلِّ عَهْدٍ وَكُلِّ وَعْدٍ يَتَدَلَّى
وَتَبْقَى حَيَّةً كَالنُّجُومِ فِي لَيْلِ يَتَجَلَّى
وَأَنَا الَّذِي أَرْفَعُ الرَّايَةَ وَأَحْمِي الأَرْضَ مِنْ كُلِّ عَدُّوٍ
أَنَا العَرَبِيُّ الَّذِي فِي قَلْبِي شُعْلَةٌ لَا تَنْطَفِئُ وَفِي فَمِي كَلِمَةُ الحَقِّ كَلِمَةُ الصِّدْقِ وَالعُلُوِّ
بقلم : حَسَن أَبُو عَمْشَة
الصدق نور الحق في التكريم /بقلم الشاعر اللبناني حسن أبو عمشة
الصِّدْقُ نُورُ الحَقِّ فِي التَّكْرِيمِ
الصِّدْقُ نُورُ الحَقِّ فِي التَّكْرِيمِ
وَبِهِ تَسُودُ مَقَامَةُ التَّعْظِيمِ
مَا أَجْمَلَ الصِّدْقَ الَّذِي بِهِ النَّعِيمِ
فِيهِ الْفَضَائِلُ تَرْتَقِي بِالنِّظَامِ
إِنْ غَابَ عَنْ وَجْهِ الحَيَاةِ تَكَدَّرَتْ
وَتَهَدَّمَتْ أَرْكَانُ كُلِّ قَوِيمٍ
لَا يُرْفَعُ الإِنْسَانُ إِلَّا صَادِقًا
يَسْعَى بِنُورِ ضَمِيرِهِ الْمُلْهِمِ
يَحْيَا عَلَى نَبْضِ الثَّبَاتِ مُوَقَّرًا
وَيُمِيتُ زَيْفَ الكَذْبِ بِالتَّعْلِيمِ
إِنَّ الْحَيَاةَ بِغَيْرِ صِدْقٍ مَهْزَلَةٌ
تَهْوِي بِهَا الأَخْلَاقُ فِي التَّحْطِيمِ
وَالْمُجْتَمَعُ لَوْ فَاتَهُ صِدْقُ النَّوَى
ضَاعَتْ مَعَالِمُهُ إِلَى التَّوْهِيمِ
فَالصِّدْقُ يَبْنِي أُمَّةً مَجْدِيَّةً
تَسْمُو عَلَى كُلِّ الفِكَرِ وَالعَزِيمِ
وَيُزِيلُ أَوْهَامَ القُلُوبِ بِنُورِهِ
وَيُعِيدُ لِلْإِنْسَانِ طُهْرَ النَّسِيمِ
مَنْ صَدَقَ النِّيَّاتِ نَالَ مَكَارِمًا
وَتَنَاثَرَتْ أَمْجَادُهُ بِالعِزِيمِ
فِي الصِّدْقِ أَسْرَارُ الْخُلُودِ وَمَجْدُهُ
وَبِهِ النُّفُوسُ تَرُومُ فَوْقَ السَّمِيمِ
وَمَنْ اتَّخَذَ الصِّدْقَ الْمَنَارَ بِقَلْبِهِ
سَارَتْ خُطَاهُ عَلَى طَرِيقٍ قَوِيمٍ
يَهْتَزُّ حَسَنٌ إِنْ رَأَى صِدْقَ الوَرَى
يَهْتَاجُ فَخْرًا فِي مَدَى التَّعْظِيمِ
وَيَقُولُ: هَذَا نَبْضُنَا مَا عِشْنَاهُ
إِلَّا لِنَرْفَعَ بِالصِّدَاقَةِ قِيمِي
بقلم : حَسَن أَبُو عَمْشَة
إني من بقايا قصص الأطفال _بقلم الشاعر / سامي الشيخ
اني من بقايا
قصص الأطفال
و بعض أناشيد
الصوفية
اشتقتُ إليكِ
كلُعاب الشمس
المسكوب
على بعض المرايا
و ارتعاشات السرو
في آخر
رواية حقيقيّة
إشتقتُ إليكِ
كما قيس
و شيكسبير
و بتهوفن
و بعض من أسماء
جنونية
جمعتُ الحصى
بين أصابعي
رجمت المسافة
بالمسافة الوردية
إشتقتُ إليكِ
فانفلق قلبي
إلى آيتين
نصفُ لكِ
و نصف للتيه
المتحكم
في عنق طرق
الأبجدية
أراقبُ كم
سأمكث فيك
حبيس النفس
مدفون
بالرمل الغريق
و معي أجمل
هديّة
لستُ إلا أنا
أروض النوم
لتقتربِ مني
مقدار أغنية
بقلم :
د.سامي الشيخ
نموت ليحيا الوطن _بقلم الشاعر التونسي / سمير بن التبريزي الحفصاوي
* نموت ليحيا الوطن...!
أيتها النائحة عند رمسي...
لم هذا العويل وهاذي الدموع...؟
أهاجك الشوق لأمس..؟!
إلى الذكرى...؟؟؟!
أردت الرجوع...؟؟
عشقت ٱقتفاء الأثر...
سقاك الحنين إشياقا
ونايا حزينا طروب
ونشوة برد المطر...
إستفزك صمت الغروب
وحزن الغروب لتلك الدروب
إشتقت للشارع المقفر...
والنور الخافت والليل الغريب
وذكرى قديم الزمن...
أوحشك هجر الرصيف
ونسي الشرفات وورق الخريف
والشوق أعياك لعبق تاريخ
القرى و المدن...؟
لا تحزني فإن في الموت ولادة
وبعثا جديدا...
وأن الله أمانا وسعادة
خلودا وعمرا مديدا...
لماذا البكاء إذن...؟؟؟!
ألم أوصيك وقلت لك...؟!:
حينَ أموتُ ويلبسني غاسلي
بياض الكفن...!
لا تُشهري سيرةَ الريحِ
في ثقوبِ قميصي الوحيد
وتجعليني جوقة للبكا
والنحيب....
ولا تلبسي بعدي
سواد الحزن...
وإن حال دونك اللحد...
والصمت الغريب...
وليل طويل مريب
سأكونُ هنا خلف بابكِ...
طيفا يحن....
لنبقي رغم مر المنايا
ورغم الفراق دوما معا...
سنبقى أديماوطينا وطيبا
لأرض الوطن
وإن كنت يوما حبيسا
سجين اللحود...
و ممنوع عليا الرجوع
مهما هزني الشوق إليك
مهما دفعت الثمن...
سأسمع وقع خطاك عند رسمي
وصوتك الباكي والعويل
سأسمع من صوتك ناي الشجن...
سأسمعُ نعياًجنوبيّاً وأضحكُ
لأني لا أستطيع البكاء
لأنّي فارغٌ من الدموع
كنهرٍ جف منذ زمن
يسخرُ منهُ الجسرُ ...
الذي آل للتداعي
ويمرحُ على ترابِهِ
الطفل البريء
ويشدو بلهو وفن...
أنا النهر وإن جف...!
أنا الجسر والهجر ...
والطفل حين يلعب
و يعدو و يشدو...
أنا النسي والصمت
وذاك الشجن...
وإن مت وصرت رميما
وصحت من رمسي
ورد من صوتي الصدى
سوف أعاد أديما لأرضي
سأبقى في مجدها...
لحن الكرى وطيب الثرى...
رغم العدى والمحن...!
وأبقى التراب والصخر فيها
وأبقى... وأبقى...وأبقى...!
كل المدى لهذا الوطن...!
حينَ أموتُ...!
ويلبسني غاسلي
بياض الكفن...!
بقلم :
-سميربن التبريزي الحفصاوي-🇹🇳
همس في الظلام _بقلم الشاعر التونسي /السيد الخشين
همس في الظلام
أنا القريب البعيد
وهمسي تبخر ولا مجيب
تبعثرت كلماتي
فوق أوراقي
وتزاحمت مفرداتي
تبحث عن مكان
لتكتمل قصيدتي بلا عنوان
وبوحي اختفى
وبقي قلمي يكتب
بأمر من قلبي
وحيائي يرهقني
ليتعرى صدق إحساسي
من كبتي وكبريائي
أنا لا أعرف
كيف تموت الكلمة مني
ولا أفصح عن سري
هو مسجون في غيابات ظني
فكنت القريب البعيد
وهمسي لا يسمع
مع من أريد
سؤالي بقي لحالي
وكتاباتي تعود
من وراء ستار الليل
وتضيع بين نجوم السماء
فلا يمكن إدراكها
حتى يكتمل القمر
ويطول السهر
لأقترب لمن كان ينتظر
في عالم عنيد
كفاني عتابا يا قلبي
ونبضي يدوي
دون انقطاع ويزيد
بقلم :
السيد الخشين
أطع الله _بقلم الشاعرالجزائري /فريجات عبد الحميد
قصيدة.. أطْعِ الإله
ونَكتُبُ إنْ هُدينَا الرُشْد شِعْـــــــــــرا
ويَصْدح غيرنا بالْغَي جَهْــــــــــــــــرا
ونجهر بالقناعة لو بتنا جوعــــــــــى ويُرْغمنا الأنين فنزيد صبـــــــــــــــرا
ونَعْجل إنْ قَصَدْنَا البِرَ خَيْـــــــــــــرا
ونَقْصُد إن ْ دعَــــــونا الله سِـــــــــرًا
ونبتسم مليا وفي القلب سِــــــــــــرا
وعن أسراره يُنْبيك قَبـــــــــــــــــــــرا
ونلتمِس العطاء من الله شِبْــــــــــــرا
فيمنحنا المُعْطي شِبْرا وعَشــــــــــــرا
نزيـــــــــــــد توكلا لِننَـال نصـــــــــــرا
ونَرْجوا مِن الكريم خَيْراً وخيــــــــــرا
ونَصْبِر إنْ بُلينَا العُمْــــــــــر ضُــــــــــرا وندعــوا بِالسداد في كل أمــــــــــــــرا
فيأتينا المُــــراد طــــــــــــــوعاً وقَسْـرا
وتغدو الجِبال ذلولا وسهـــــــــــــــــــلا
أطِعِ الإله وقِــفْ باكيا وجِــــــــــــــــــلا
ترى السنابل اليابسة ملئ وخضــــــــرا
بقلمي.. فريجات عبد الحميد
تلال من بوح _بقلم الشاعر المصري /سامي حسن عامر
تلال من بوح تعزف مع الربيع أنشودة
تحلق في علياء العمر
تستجدي حضورك القابع في البعاد
همس من أنين يزف رواحل الأيام
ثقيلة تستدعي الوجع
وهذا الرحيل وهذا الشجن
قوافل من نسيم خاصمت الروح
أعلنت البعاد عن النوافذ
سمعها الطير والشجر
تلال من بوح تطرق أبواب الذكريات
مازلت أحتفظ ببقايا عطرك
ما اندثر
ما انطفأ لهيب الحضور
قابع في ثنايا الحلم
يرسم على الصباح أهازيج الفرح
كل النبض ينشدك
يبتغي هذا الحضور وهذا الألق
حتى عطور الوسن
ونهر من حنين ينساب خجلا
ترمقه المراسي بألف استفهام
هل للغائب أن يتيقن؟
مداد من وجد
وجيوش من شجن
تلال من بوح ترسم خيوط الأمل
تستدعي الفجر
تراقص تراتيل السفر
أرجوحة من حروف
تطرق الفكر بلا حدود
ماعاد للمكان من سكن
تلال من بوح
بقلم : سامي حسن عامر
لست تنساني _بقلم الشاعر المصري / محمد عطاالله عطا
لست تنساني
كفاك غدرا ودع الجرح يلتئم
فالقلب مهموم وبغدرك يعاني
وزد من جراحي كالمعتاد إنما
لا تحسن الظن يوما بوجداني
ستاتي ساعة تعاني من الندم
لبرهة مضت وحاولت تنساني
تعيش بكرب ومع الأيام تتذكر
إسمي برسمي و حتى عنواني
الهجر في عرف العشاق مثلبة
جحودكم وسواد القلب أعياني
أنا قد برئت من عشق بلا أمل
تركت أمره لمن بالحب أوصاني
دعوت ربي شفاءا من الأسقام
وقد استجاب لدعائي وأرضاني
ارحل بعيدا غير ماسوف عليك
مع ذكرياتي حتما لست تنساني
بقلم
محمد عطاالله عطا
إصرار _بقلم الشاعر المصري /يحيى حسين
إصرار
أتراك مدرك كم حزنها
حبيسة الأقدار
كم قاست وعانت من
قسوة الاخطار
شربت كؤوس يأسها
مزاجها من نار
ومن صبرها تجرعت
مرارة الصبار
اما زال هناك حلمها
مقتفي لآثاري
لمحت وميض رُؤًاه
بسناك أقماري
هزت رُؤًاه الشوق
وداعبت أوتاري
بأجمل حلم عزفته
بنايات قيثاري
لكني مازلت يا انا
هنا بجب بحاري
غريمي لج الموج
دفتي إصراري
بقلم :
يحيى حسين
ما أجمل الخميس _بقلم الأديب اليمني نجم الدين الرفاعي
ما أجمل الخميس حين يأتي بكامل أناقته،
كأنه عائدٌ من سفر طويل محمّلٍ بعطر البدايات،
في جيبه شمس، وفي قلبه وعدٌ بالسكينة.
الخميس ليس يومًا فحسب،
إنه مزاجُ الأرواح حين تتخفّف من ثقل الأسبوع،
حين تفتح النوافذ لتتنفّس،
وتتذكّر أن العمر ليس سلسلة من الواجبات،
بل فسحةٌ نادرة بين شوقٍ وابتسامة.
في صباح كهذا،
تتجاور القهوة والحلم على طاولة واحدة،
وتتقاطع خطوات العابرين بين من ذهب إلى عمله بجناح الأمل،
ومن ذهب إلى الحبّ دون أن يعرف الطريق.
الخميس وعدٌ صغير يهمس لنا:
لا بأس أن تحلم اليوم أكثر،
أن تؤمن أن الجميل ممكن،
أن تترك قلبك يصدق ما لا يراه العقل.
فصباحكم سلام،
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
ويخذلنيالرجاء_ بقلم الشاعر السوري /مروان كوجر
" ويخذلني الرجاء "
سافَرْتُ عَنْ عَهْدِ الهَوَىٰ بِأَمَانِ
وَرَجَعْتُ أَجْرَحُ مُهْجَتِي بِلِسَانِي
يَا قَلْبُ كَمْ خَدَعَتْ خُطَاكَ مَلامِحٌ
خَدَعَتْكَ أَضْوَاءُ المُنَىٰ الفَتَّانِ
كَمْ كُنْتَ تَحْلُمُ بِالرُّجُوعِ مُبَجَّلً
وَالدَّهْرُ يَسْخَرُ مِنْ رَجَاءِ الحَانِي
يَا زَهْرَةَ الأَيَّامِ مَاتَ عَبِيرُهَا
ِ ِوَغَدَتْ بَقَايَاهَا بلا أوْطان
ضَاعَتْ دُرُوبُ العَاشِقِينَ فَكُلَّمَا
يَمْضِي طَرِيقٌ عَادَ بِالخُذْلَانِ
كَمْ وَدَّعَتْ رُوحِي الصِّحَابَ فَلَمْ تَجِدْ
إِلَّا السَّرَابَ ولاح بالأكفان
حَتَّى مَتَى أبْقَى أنَاجِي غَائِبًا
وَأشُدُّ أَهْدَابَ الدُّجَىٰ بِبَيَانِ
إِنِّي تَعِبْتُ مِنَ الجِرَاحِ فَهَلْ تَرَى
كم غاب عنِّي أن أكون الهاني؟
سَقَتِ اللَّيَالِي مِنْ دُمُوعِي روضةً
فَبَدَتْ تُنَادِي فِي المَدَىٰ العَطْشَانِ
قَدْ كُنْتُ أَزْرَعُ فِي الصَّبَاحِ تَبَسُّمًا
وَأَعُودُ أَحْمِلُ لَوْعَتِي بِثوانِ
يَا لَيْتَ لِي قَلْبًا جَدِيدًا صَافِيًا
لَا يَعْرِفُ الأَحْزَانَ فِي الأَزْمَانِ
قَدْ ضَاقَ صَدْرِي بِالرَّجَاءِ فَإِنَّمَا
صَبْرُ الفُؤَادِ يَذُوبُ فِي النِّسْيَانِ
يَا مَنْ تَرَكْت العمر خَلْفَكَ مقفراً
وغدوت لي جرحاً مَعَ الأشْجَانِ
كَمْ زَارَ طَيْفُكَ فِي المَنَامِ فَأَيقَظَتْ
ذِكْرَاكَ نَارَ الشَّوْقِ فِي الأحْضَاِن
مَا عَادَ فِي كَفِّي سِوَىٰ ذِكْرَىٰ الهَوَىٰ
تَذْوِي كَمَا تَذْوِي رُؤَىٰ الشُّطْآنِ
أَبْكِي عَلَىٰ زَمَنٍ مَضَىٰ فِي حرقةٍ
وَسَقَىٰ المُنَىٰ بِالهَجْرِ وَالحِرْمَانِ
يَا لَيْلُ كَمْ خَبَّأْتَ دَمْعي خِلْسَةً
تَحْتَ الدُّجَىٰ فِي ليلكَ الحَيْرَانِ
حَتَّىٰ مَتَىٰ تَبْقَىٰ اللَّيَالِي شَاهِدًا
أَنَّ الهَوَىٰ يَمْضِي بِلَا تِبْيَانِ
يَا رَبُّ طَهِّرْ خَاطِرِي مِنْ لَوْعَةٍ
ِوَارْزُقْني صَبْرًا ضاع في الأزْمانِ
فَلَعَلَّ فَجْرًا زارني في غفلةٍ
ليَعُودُ قَلْبِي طَاهِرَ الوِجْدَانِ
بقلم
مروان كوجر
الأربعاء، 29 أكتوبر 2025
صليني _بقلم الشاعر السوري/زهير شيخ تراب
صليني
لعمرُكِ إني بلغت السقاما..
فلا تعذليني وخلي الملاما
ولا تغرقيني ببحر الأماني..
فإني بذلك أخشى الحِماما
فقلبي ضعيفٌ وصبري خفيفٌ..
وطبعي لطيفٌ.. أريد السلاما
ولا ترهقيني فإني عليلٌ..
مللتُ التجافي وعفتُ الخِصاما
أقلي جدالاً. وزيدي دلالاً..
وهاتي وصالاً.. يفلُّ الحساما
ألا فارحميني ولا تتعبيني..
أزيحي عن القلب ذاك الغماما
صليني فإني أذوب اشتياقا..
إلامَ يطول انتظاري إلاما
بقلم: زهير شيخ تراب
بعد أن انكسر الضوء _بقلم الأديب اليمني نجم الدين الرفاعي
بعد أن انكسر الضوء
لم أعد كما كنت.
ثمة شيء انزاح داخلي،
كأن الضوء الذي سكنني طويلًا قرّر أن يستقيل،
وأن يتركني في مساحة رمادية لا تشبه الليل ولا النهار.
أمشي فيها كما لو أنني أعيد تعلّم السير،
أتحسس وجهي كي أتأكد أنه ما زال لي،
وأقيس المسافة بين النبض والفراغ
فأكتشف أن بينهما حياة كاملة لم أعشها بعد.
الخراب ليس دائما عدوا،
أحيانا هو طريقة الكون لتبديل الذاكرة.
كل ما ظننته خسارة،
كان يجهزني لفهم لا يعلَّم بالكلمات.
الطمأنينة لم تعد هدفي،
ولا الخوف موقعي القديم.
أنا الآن في تلك المنطقة التي لا اسم لها،
حيث يلتقي الحزن بالتنوّر،
والصمت يصبح معرفة لا تحتاج إلى شرح.
الذين لا ينكسرون لا يتغيرون،
أما أنا — فقد تصدّعت بما يكفي
لأسمع نفسي وهي تُعاد تكوينًا.
صرت أرى الجمال في كل شيء ناقص،
وأصغي جيدا إلى الأصوات التي لا يسمعها أحد:
خشخشة النفس وهي تُشفى،
وارتجاف المعنى وهو يحاول أن يولد من جديد.
ما عدت أطلب أن يُنقذني أحد.
كل ما أريده الآن
أن أتنفس دون استعارة،
وأن أقول للحياة — بهدوء لا يخلو من اعتراف:
ها أنا أعود...
لكن ليس كما كنت،
بل كما كان ينبغي أن أكون منذ البداية.
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
عذرا بحور الخل _بقلم درة رشيد/د.ذكاء رشيد
عذرا يا بحور الخل
عذرا منك خلّي
فأنا لا أجيد السباحة
صغيرة على الإبحار في
عالم يرسمه
قلم
بحورك خلّي...عميقة جدا
و ما عندي مجداف
و لا نبض يحتمل
الألم
مكتومة نداءاتي
مجروحة كلماتي
في عمق بحورك
فما العمل !!
عذرا سيدي ما زلت
بين سطورك تائهة
غريقة في جوف
الحروف ومغزى
الكَلِم
ياسيد الكلمات لما كل
هذا ....هدير موج بعمق
الروح ؟؟
ما العمل !!
عذرا ...سيدي
بحورك تفور بعطورهن
و تموج برائحة خمورهن
ونبضاتك سكرى بعشق
النساء وحرّ القبل
أما حروفي فهي في حديقة
الحب برعم أخاف عليه من
وأد الأمل
عذرا يا بحور الخل
فأنا الحياة.... ...أنا الأمل
....
بقلم د. ذكاء رشيد
حررني _بقلم الكاتبة المصرية /إيمان السيد
حررني
حررني من دمائي وشراييني وكن انت وطني ونيلي كن سفينة بلا شراع تقف بين دواويني كن وهم ،وكن حقيقة كن عشقاً بكل طريقة حرر الحب من قلبي ، واسكن أنت في عمقي وداوي روحا تعاني في بعدٍ انكتب مدى العمر. حرر كل نبض ينطق بك واعطاني حرية للقلب وأقتل بداخلي كل ألم وأوشم السعادة مدى العمر حرر أنفاسي وقوة ذاتي من لأجلي ومعي حرر بقايا الحطام ولون السعادة بألوان السعادة ومن أنت أخر رحلة وأخر المطاف
بقلم :ايمان السيد
أفقت من سكرتي _ بقلم الشاعرة المصرية /أمينة عبده
أفقت من سكرتي
خمر زائفة
رأسي تؤلمني
كان وهماً من خمرٍ
حملني فوق سحاب الهوى
وأسقطني فهوى
كلمات
أحلام.. لقاء .. عناق
فراق
لا .. توسد بداخلي
زائر أحلامي
ورفيق أوهامي
يعلن هو .. لا فراق
وأصرخ أنا.. متى اللقاء
الروح تأن وتهفو لعناق
الانتظار المر
وكأس منه امتلأ
ولا مفر ...
بقلم:أمينة عبده
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025
الهروب الى الموت _بقلم درة رشيد /د.ذكاء رشيد
الهروب إلى الموت
بين زوايا البيت المعتم وغبار الألم الساكن جدران الذاكرة ضجيج روحها
يدوي في فسحة الزمان وأمواج ترتسم على حائط الهذيان
سفن ترتطم والبحر في غليان يقلب عاليها سافلها ويبتلع
ما على سطحه كان..
آهات موجوعة تندب حظها وتشق من الألم ثوبها
وصرخات طفلها الغافي بأمان بعد هيجان البحر تصم الآذان عن واقعها الان
شعرها الأشعث وجهها الاغبر وشاطئ الأحلام
دموع تحفر على وجنتيها أخاديد من حرقة الحرب وثورة النسيان فكان الهروب الى الموت هو الحياة !!
....
د.ذكاء رشيد
تحت ضوء القمر _ بقلم الأستاذ/محمود سعيد برغش
تحت ضوء القمر…
حين يتكلم السكون وتهمس القلوب بالإيمان والحب
في ليلةٍ هادئةٍ تغلّفها الرقة والسكينة، جلستُ تحت السماء، أتأمل وجه القمر المضيء، كأنه مرآةٌ تعكس ما تخفيه القلوب من وجعٍ وحنين.
نسيم الليل يداعب الوجوه كلمسة أمٍّ تُهدهد طفلها، وصوت الأشجار الهادئة ينساب كأنها تسجد لله مع الكون في خشوعٍ لا يُرى.
هناك، في هذا السكون، أدركتُ أن الليل ليس ظلمة، بل حضنٌ من نورٍ يُنادي الأرواح لتقترب من خالقها وتستريح.
القمر ليس مجرد جرمٍ معلقٍ في السماء، بل هو آية من آيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته.
قال الله تعالى:
"وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ"
(يس: 39)
وقال أيضًا:
"وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"
(فصلت: 37)
وفي اختلاف منازل القمر وحركته المنتظمة، يذكّرنا الله بنظام هذا الكون ودقته، وبأن كل شيء يسير بتقديرٍ من حكمةٍ إلهية.
قال تعالى أيضًا:
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"
(آل عمران: 190)
هؤلاء هم أهل البصائر الذين إذا رأوا القمر والليل، تذكّروا الله لا الجمال فقط، لأنهم علموا أن الجمال نفسه عبادة إذا قاد إلى التفكر في عظمة الخالق.
قال النبي ﷺ:
"أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"
(رواه مسلم)
وفي الليل يجتمع السكون والسكينة، وتكون الأرض أهدأ، والقلوب أقرب، والنجوم شهودًا على من يناجي الله في خلوته.
قال ابن عباس رضي الله عنه:
"التفكر في خلق الله ساعة، خيرٌ من قيام ليلة."
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وتأملوا خلق الله، فإن في ذلك حياةً للقلوب."
وقال الحسن البصري رحمه الله:
"ما علمتُ عبادةً أقرب إلى القلب من التفكر في خلق الله عز وجل."
وقال الإمام الغزالي رحمه الله:
"التفكر مفتاح الأنوار، ومبدأ الاستبصار، وهو شبكةٌ تصطاد بها المعاني من بحر الغيب."
فالليل مدرسةٌ عظيمة، يعلّمك أن السكون عبادة، وأن الصمت كلام، وأن النظر في خلق الله نوعٌ من الذكر لا يقلّ عن التسبيح.
حين يختفي ضجيج النهار، وتخفت الأصوات، ويبدأ القمر في إضاءة السماء،
تشعر أن الله يفتح لك نافذة إلى ذاتك.
هناك، بعيدًا عن صخب الناس، تبدأ تسمع أنين روحك، ونداء فطرتك الأولى.
تذكّرك الآية الكريمة:
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا"
(يونس: 67)
فما أجمل أن تسكن الجوارح، لتصحو القلوب!
ولذلك كان الليل وقت الصفاء والرجوع، قال الله تعالى:
"تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا"
(السجدة: 16)
ومن هنا كان قيام الليل غذاء القلوب، ودواء العاشقين لله.
قال سفيان الثوري رحمه الله:
"إذا أقبل الليلُ ذكرتُ ذنوبي، فأنظر إلى السماء وأقول: يا رب، كم من ذنبٍ غفرته لي في ليلٍ كهذا."
ليس الحبّ بعيدًا عن الإيمان، فالقلب المؤمن يعرف كيف يحبّ في نقاء،
يحبّ الله في كل شيءٍ جميل، ويرى في القمر وجهًا من رحمته، وفي الهدوء حديثًا عن لطفه.
القمر يشبه القلب العاشق: لا يملك نوره من نفسه، بل يضيء بقدر ما يستمدّ من الشمس،
كما يضيء قلب المؤمن بقدر ما يستمدّ من نور ربّه.
في لحظات التأمل الهادئة،
قد يذكّرك القمر بمن تحبّ،
بعيونٍ كانت تراك بنورٍ يشبهه،
أو بابتسامةٍ أضاءت حياتك كما يضيء وجهه الليل الطويل.
وهنا تمتزج الرومانسية بالإيمان،
فالحبّ الحقيقي هو ذاك الذي يقودك إلى الله لا إلى الغفلة عنه.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير."
ومن الخير أن يمتلئ قلبك حبًّا طاهرًا يذكّرك بالله كلما نظرت إلى جمال خلقه.
القمر يتغير، لكنه لا يختفي.
يغيب ليعود، ويضعف ليكتمل.
وكذلك الإنسان، تضعفه الأيام لكنه يعود أقوى بالإيمان.
قال تعالى:
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"
(النور: 35)
ذلك النور الإلهي هو ما يحيي القلوب كما يضيء القمر السماء.
الشرع الشريف علّمنا أن النظر في خلق الله والتأمل فيه عبادة،
وأن الجمال إذا قاد إلى التفكر صار من العبادة لا من الغفلة.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
"من نظر في ملكوت الله انشرح صدره، ومن أعرض عنه ضاق قلبه."
هكذا علّمني القمر، أن الجمال ليس زينةً بل رسالة.
أن الصمت أبلغ من الكلام، وأن الليل وطن الأرواح التي تبحث عن خالقها ومحبّيها.
في ضوء القمر اجتمع الإيمان والرومانسية، السكون والفكر، العشق والعبادة.
وفيه أدركت أن الإنسان خُلق ليحبّ، وليتفكر، وليعرف أن الله أقرب إليه من كل هذا النور.
فإذا ضاقت عليك الدنيا،
ارفع رأسك نحو القمر وقل في يقينٍ وحنينٍ:
"رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
(آل عمران: 191)
عندها فقط ستفهم أن القمر ليس بعيدًا،
بل هو مرآةٌ لقلبٍ عرف الطريق إلى الله،
وتعلّم كيف يُحبّ في النور، حتى وإن عاش في الظلام.
بقلم : محمود سعيد برغش
في عالم الشعر_بقلم الشاعر اللبناني /حسن أبو عمشة
فِي عَالَمِ الشِّعْرِ
فِي عَالَمِ الشِّعْرِ انْسَكَبْنَا نَغُوصُ فِيهِ
نَبْحَثْ عَنِ الحُبِّ النَّقِيِّ النَّفِيسِ
نَرْنُو لِحُلْمٍ فِي الفُؤَادِ يُنِيرُنَا
وَيُسَافِرُ الإِحْسَاسُ فِي التَّدْرِيسِ
نَكْتُبْ حُرُوفَ النُّورِ نَبْضًا نَاعِمًا
يَسْرِي عَلَى الأَوْرَاقِ كَالتَّغْرِيسِ
فَالحُبُّ مِيثَاقُ القُلُوبِ وَنَبْضُهَا
يَحْيَا بِصِدْقِ النُّورِ وَالتَّأْسِيسِ
وَالحُلْمُ يُصْغِي لِلْحَنَانِ وَنَبْرَةٍ
تَرْوِي الرُّؤَى بِالْخَيْرِ وَالتَّحْسِيسِ
وَالإِنسَانِيَّةُ السَّمَاءُ بِرِقَّتِهَا
تَهَبُ السَّلَامَ لِقَلْبِ كُلِّ جَلِيسِ
فِي الشِّعْرِ نَبْنِي لِلْجَمَالِ مَعَالِمًا
تَسْمُو وَتَبْقَى فِي الدُّرُوبِ نُفُوسِي
أَنَا فِي بَحَارِ الشِّعْرِ أَرْسُمُ نَبْضَةً
تَهْدِي القُلُوبَ إِلَى ضِياءِ إِنِيسِ
حَسَنٌ يُغَنِّي فِي الفُؤَادِ رِسَالَةً
تَسْمُو بِحُبٍّ خَالِصٍ وَنَفِيسِ
بقلم :
حَسَن أَبُو عَمْشَة
يا زنبقة الروح _بقلم الأديب اليمني /نجم الدين الرفاعي
يا زنبقة الروح...
يا من خرجتِ من سِرّ الضوء، ومن غصّة العاشقين،
أأنتِ نداءٌ أم اختبار؟
أأنتِ خلاصٌ أم ابتداءُ حريقٍ جديد؟
تكتبين لي بحبرٍ من الوجد،
وتسألين عن قلبي كأنه وطنٌ ضائع في خرائط النساء...
لكن، أيُّ وطنٍ يستطيع أن يسكن قلب شاعرٍ منفيٍّ في نفسه؟
أنا، يا ناعمة الصوت، لم أتعلم العشق من النساء،
بل من الغياب.
النساء مررن بي مثل العواصف:
تخلّفن عطراً… ودماراً…
لكنّكِ مختلفة،
فيكِ شيءٌ يشبه المطر حين يبكي،
والفجر حين يتأخّر عمداً ليُطيل حلم العشّاق.
تخافين نسمةَ هوى،
وأنا لا أخاف إلا من سكونك.
تخشين أن تتطايري وريقاتٍ على الطرقات،
وأنا جسدٌ من رماد،
ما عدتُ أخشى التبعثر…
فقد بعثرتني القصائد حتى آخر نبضي.
تطلبين أن أكون لكِ وحدك،
لكن كيف أكون
وقد صرتُ جزءاً من كل نجمةٍ تنطفئ،
ومن كل أغنيةٍ تُبكيني ولا تُغنَّى؟
يا زهرةَ الضوء،
إن اقتربتُ منكِ سأحترق،
وإن ابتعدتُ عنكِ سأموت برداً،
فدعينا نلتقي في المنتصف
حيث لا أنا أملككِ،
ولا أنتِ تفقدينني.
بين اللهفة واللا وصول،
لأكتبكِ كل ليلةٍ على صدر الحنين،
ثم أمسحكِ قبل أن يطلع الصبح،
حتى لا يراك أحد،
ولا أخشى عليك من اعين الطامعين،،
والغياب المترصد لاحلامي ،،
ولا ارتوي منك.
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
كما كانت بثينة _بقلم الشاعر السوري/ زهير شيخ تراب
كما كانت بثينة من جميل
وفاتنة تساقيني وتلهو..
على القيثار في ظل ظليلِ
كأن شرابها مسك تحلا..
وفضل كؤوسها من سلسبيلِ
رشفنا قهوة سمراء تجلو..
بطعم الهيل أسقام السليلِ
فلا غول يراق ولا نبيذ..
وتسكرني من الجَفنِ الكحيلِ
وأنظرها فتغضي من حياء..
وترشقني منَ الطَرْفِ الكليلِ
وتغريني بقدٍّ إنْ تهادى..
كغصنِ البان ذي الخصر النحيلِ
وتتحفني من الألحانِ شدواً..
يبث الروحَ في القلبِ العليلِ
ويطرب خافقي وتمور نفسي..
مع الأنغامِ والصوتِ الجميلِ
وتدنيني من الريحان حتى..
يطيبُ الفوح بالعبق الأصيلِ
ويرعانا إذا ما طال ليلٌ.
إلى الأسحار بدر كالخليلِ
ويغبطنا العذول إذا رآنا..
ويحسدنا المحبُّ على القليلِ
وحظي من هواها بعضُ صدٍّ..
وتعطيني بقدْرٍ كالبخيلِ
فيا ليلايَ كوني أنت منّي..
كما كانت بثينة من جميلِ
*****
بقلم:
زهيرشيخ تراب
استيقظت هذا الصباح_بقلم الأديب اليمني /نجم الدين الرفاعي
استيقظتُ هذا الصباح دون سببٍ واضح،
كأن الليل انتهى بي مصادفةً.
كل شيء من حولي يبدو حيًّا… لكن على نحوٍ بارد،
كأن الوجود فقد شغفه بالاستمرار.
تأملتُ يديّ طويلًا —
هما اليدان نفسيهما اللتان كتبتا الحبَّ والخسارات،
لكنني لم أعد أعرف أيّهما تكتب الآن،
وأيّهما تمسح آثار البارحة عن الذاكرة.
ثمة هدوء يشبه الرضا،
وثمة وجع يشبه السلام.
كلاهما يقيمان في المكان نفسه،
يتناوبان على الجلوس في صدري دون أن يتجادلا.
لم أعد أفتّش عن معنى لما يحدث،
فكلّ ما يحدث يمرّ بي كعابرٍ يعرف أنه لن يُذكر.
تعلمت أن أترك اليوم يمضي كما يشاء،
أن أبتسم دون سبب،
وأصغي إلى صمتي كأنه صديقٌ قديم.
في آخر النهار، حين تذوب الظلال على الجدران،
أشعر بشيءٍ صغيرٍ يتحرك في داخلي —
ربما حنينٌ للحياة قبل أن تصير فكرة.
ربما بداية رغبةٍ في أن أكتب مرة أخرى،
لا لأروي ما حدث…
بل لأعتذر عمّا لم يحدث بعد.
بقلم :
نجم الدين الرفاعي
المتمردة _بقلم الشاعرة التونسية /عواطف دغسن
المتمردة
متمردة أنا ياسيدي
وبحر الشوق يناديني
على شفاه أوراقي
أسكب عشقك
وبوجع الذاكرة
أعانق صور
....طيفك
قلمي يهوى فيك
...الإطراء
وأمواج وجدي
تهوى فيك
...الغزل
وفرشي تهوى فيك
...الرسم
من سحر عينيك
أسكب أحبار
...الشوق
وبنار الجمر
أخط رسائل
...سهد
أجادت في الفؤاد
...بعثرة
وبالأسود صبغت
جدار نبض
أغلق أبواب الروح
وشيد مكانها
...مقبرة
بقلم:
عواطف دغسن
ضميني بشعرك _بقلم الشاعر العراقي /السيد داود الموسوي
(( قصيدة بعنوان ضُمِيني بشعركِ)).
ضُمِيني بشعركِ وَقبلًيني.
لأشعرُ بالأمان والحنِيني.
يا بسمةٌ تشرقُ بالصبحاتي.
تشعُ نوراً تضيء الطرقاتي.
يا زهرةٌ عطرها أَنفاسي.
همسُ شفاك شوق همسي.
يا لهفةُ روحي إِليكِ خُذيني.
بالأحضان والحنين ضميني.
وأذوبُ بحبكِ عشقاً حنني.
أهواكِ والقلب يخفق جنني.
يا درةٌ ياقوت ماس تجني.
حُبٌ عذري خفق لهُ ورآني.
جمالكِ لوحةٌ رسمت محبتي.
واسعةُ العينين رموش هبني.
سأظل أحبك طول العمر حصتي.
أبقى أنتظر أن تتحقق أُمنيتي.
بقلم :
م. د. السيد داود الموسوي.
نبض مسموع _بقلم درة رشيد /د.ذكاء رشيد
نبض مسموع
......
بارد كصقيع كانون ..
قلبه جلمود ....
ونبضه مأسور ...
يحاكي النجم ...
عن غائب لن يأتي ..
وليس له حضور...
يكتب بإحساس
موجوع ....
وعن عشقه الغائب
لا رجوع ...
ذاك صاحب الحرف
المعروف
ربيعه يابس
عطره لا يضوع ...
تهادت على أطراف قلبه
ملاك.... ليس بِلقائها
موعود ...
مسحت على جبينه
أن باسم الله عليك
فلا ضرر عليك اليوم
ولا خنوع ...
حرر نبضك ...
انهض رأسك ...
فاليوم بداية عهد
وعده.... وفاء
صوته .....مسموع ...
فتح لها أبواب قلبه
المؤصدة
واستبشر بسعادة الفرح المعقود ....
لكن هناك في عمق أعماقه
نبضة لم تهدأ أبدا
متسارعة
مشتعلة تشب شبيب
النار
في حطب مجموع ...
كلما استقبل عهدا
أعادته ...
لعشقه القديم
ومن نزف جراحه
عاد مصروع ....
ذاك الملهوف
السائر بين الشوك
والورود
الساكن في
غياهب الكهوف ...
يرتجف كيانه
ببرد يلفحه
وصقيع
تموت له
الشغوف ....
وبين رعشة الذكريات
وخفق الفؤاد
تلامس أنامل ملاكه البريء
خده البارد
ليتسلل الدفء من جديد
وتعود الحياة له
ربيعا له ضوع
فتزهر روحه
من جديد
شغف به نبض مسموع !
.....
بقلم درة رشيد :
د. ذكاء رشيد
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
أرضنا الطيبة _بقلم الشاعرة اليمنية/ آمنة ناجي الموشكي
أرضنا الطيبة يـا عالِمًا سِرَّنا والجَهْرَ إنَّ لَنا في هذه الأرضِ أرضٌ طيِّبة حُرَّةْ تُرابُها التِّبرُ لا نِدَّ لها ولَها في كلِّ قلبٍ مُ...
-
في حبك عاشقي ..... . ....... تدللت فى حبك عاشقى وسهرت ليلي ونهاري وكتبت فيك الأشعار أرتض...
-
تكررت مكبلة حناجر الأصوات وأمي باتت ترضع دمعها تساقطت منها الأوراق ذبل جذعها وتكررت وتكررت تكررت بدورها الأمهات نهب حليب ثديها مخالب الأسماك...
-
زحام... الصورة مليئة بملئ الأيام نساء ورجال وشيوخ وشباب حضور والباقي في غياب أرواح متعبةوالقلوب تتقلب تمسي في عذاب وتصبح في تباب ولكل شيء ...





























