رقصت على السطور _بقلم الشاعر محمد الدبلي

 رقَصْتُ على السّطور 

أرى في الوَجْنتَيْنِ هوى اللّيالي**وفي الشّفتين مُنتجعَ الخيالِ

ووجهٌ بالمحاسِنِ فاضَ سِحْراً***بهِ العذراءُ قد لجَــمَتْ جِدالي

رأيتُ عُيونَها فصحَتْ عُيوني***على حُسْنٍ أجابَ على سُؤالي

بدا قمراً يُعانقهُ اشْـــــــــتياقي***وحبّــــاً قد تعَـــطّرَ بابْتـهالي

وهذا ما اسْتراحَ لهُ انتظاري***بُعَـيْدَ الغوْصِ في يَمِّ الجَـــمالِ

////

رقصتُ على السّطورِ معَ اليراعِ*وكانَ الرّقصُ مَصْدرهُ اقْتناعي

سقى خَلدي هَوى الخَنْساءِ لمّا***تفجّرَ بالمَوَدّةِ كالشّــــــــــعاعِِ

يُجَمِّلُها التّواضعٌُ والتّـجلّي***وَيرفَعُها التّسامحُ في الطّــــــباعِ

ومن لمْ يَعْشَقِ الخَنْساءَ فينا***تعثّرَ باخْتياره  للْمــــــساعي

أطاب النّفسَ أنّي عِشْتُ حُبّا***مع الخَنْساءِ زادَ مِنِ ارْتفاعي

////

أأنت الشّمسُ أمْ أنتِ القمرْ***أمِ الأزهارُ أيْقَــــــــظَها المَطرْ

بِسِحركِ مُقلتي لمحتْ بهاءً***ترسّخَ في الفؤادِ وفي البـــــصرْ

حَباكِ اللّهُ في الأحياءِ فِقْهاً***فأنتِ منَ البَلابِلِ في البـــــشرْ

كأنّك وَمْضةٌ في القلبِ شعّتْ***فأحْيتْ أحْرُفي وصَحا النّــظرْ

إذا الخَنْساءُ في خلدي تجلّتْ***تملّكَ نظْرتي سِحْرُ القمــــــــرْ

////

على وقْعِ الرّفيعِ من النّغــــمْ***نظمتُ الشّعْرَ فانْتَفضَ القَلَمْ

وكنتُ كمنْ تَلَحّفَ بالمعاني***وغرّدَ بالقريضِ وبالحــــــــــكمْ

تداعِبُني البلاغةُ في بياني***ويَبــــعَثُني المَــــــجازُ إلى القِدَمْ

وفي لغتي لساني مُستنيرٌ***بِحَرفِِ الضّادِ أوْغلَ في الكـــــرم

ألا يا ضبية الصّحراء جودي***فَسِحْرُكِ قدْ تفجّرَ بالنِّـــــــــــعَمْ

////

نظمْتُ لكِ الفصيحَ منَ الكلامِ***يُعطّرُهُ الحديثُ عنِ الغــــــرامِ

وكنتُ إذا سألتُ الضّادَ عـنكِ***أتاني الرّدُّ منْ رَحِــــــــمِ الوئامِ

وأبلغني الفــــؤادُ بكلّ حِسٍّ***يُعبّرُ بالمُـــــــــــبينِ منَ الكـــلامِ

كأنّكِ للهوى أنْجَبْــــــتِ حُبّا***جَديراً بالمَـــــــــــــحبّةِ والسّلامِ

ولي شرفُ التّعلّقِ بالأماني***كما فعلَ الكِرامُ من العِـــــــــظامِ

محمد الدبلي الفاطمي