الأحد، 16 مارس 2025

برنامج مائدة ثقافية إعداد وتقديم د. ذكاء رشيد

 


مؤسسة رشيد الثقافية تشرفت باستضافة  الأدبية الناقدة والشاعرة سهام أسامة في برنامج مائدة ثقافية وطرحت خمس أسئلة عليها من خلال اللقاء وقد كان لقاء ماتع هادف. 

السؤال الأول: لماذا أصبح الأديب يكره تملق القراء ويتوخى رضاهم؟


_الأديب الصادق يبحث عن التعبير عن رؤيته للعالم دون قيود، ويرى أن تملق القراء يحدّ من حريته الإبداعية، فيجعله أسيرًا لأذواق العامة بدلًا من أن يكون قائدًا للتجديد والتنوير. كما أن السعي وراء رضا الجمهور قد يؤدي إلى التسطيح والمجاراة، مما يفقد الأدب قيمته الجمالية والفكرية. لهذا، يفضّل الأديب الحديث أن يكون أمينًا مع نفسه ومع قناعاته، حتى لو أثار الجدل أو لم يكن محبوبًا من الجميع.


السؤال الثاني: هل يمكن للأدب أن يشفي الإنسان؟


_نعم، الأدب يمكن أن يكون وسيلة للشفاء النفسي والروحي. فهو يمنح الإنسان فهمًا أعمق لذاته وللآخرين، ويساعده على مواجهة مشاكله من خلال التماهي مع الشخصيات والتجارب المختلفة. كما أن القراءة تفتح آفاقًا جديدة وتخفف من التوتر، بل إن هناك ما يُعرف بـ"العلاج بالقراءة" حيث تُستخدم الروايات والقصص كوسيلة علاجية في الطب النفسي لمساعدة المرضى على التعبير عن مشاعرهم وفهم أنفسهم بشكل أفضل.


السؤال الثالث: هل يكمن جمال الأدب في غرابة الألفاظ والتواء الأسلوب أم في السهولة والرُقي؟


_جمال الأدب لا يُقاس فقط بمدى تعقيده أو سهولته، بل بقدرته على التأثير والتعبير العميق. الأسلوب الغامض قد يجذب النخبة، لكنه قد يُنفر القارئ العادي، في حين أن الأسلوب البسيط إذا كان سطحيًا قد يفقد الأدب جوهره. المطلوب هو لغة راقية لا تفقد عمقها ولا تُغلق أبوابها أمام القارئ الجاد.


أما عن سؤال أبي تمام الشهير، فالأدب ليس مسؤولًا عن تعليم القارئ من الصفر، لكنه أيضًا لا يجب أن يكون طلاسم لا يفهمها إلا الخاصة. إذن، الموقف المتوازن هو أن يرتقي المتلقي لغويًا دون أن يضطر الأديب للتنازل عن مستواه. الأدب الحقيقي يُثري اللغة والفكر معًا، فلا يكون مُبتذلًا ولا مُتكلّفًا.


السؤال الرابع: ما سر غياب النقد الجاد في عصرنا؟


_تراجع النقد الأدبي الجاد يعود إلى عدة أسباب:


هيمنة السوق التجارية: باتت دور النشر تركز على الكتب الأكثر مبيعًا بغض النظر عن جودتها، مما أضعف دور الناقد الذي كان يُقيّم الأعمال وفق معايير أدبية صارمة.


وسائل التواصل الاجتماعي: أصبح الجميع ناقدًا، لكن دون أدوات نقد حقيقية، فتحوّل النقد إلى آراء سطحية أو مجاملات متبادلة.


ضعف المؤسسات النقدية: لم يعد هناك اهتمام جاد بالنقد الأكاديمي أو الصحفي كما كان في العصور الماضية.


تغيّر الذائقة العامة: القارئ المعاصر يميل إلى القراءة السريعة والخفيفة، مما قلل من تأثير النقد العميق.


رغم ذلك، لا يزال هناك نقاد جادون، لكن صوتهم لم يعد مؤثرًا كما كان من قبل بسبب غياب المنابر الداعمة.


السؤال الخامس: تقييم لما يُطرح في مجلة رشيد الثقافية ونصائح عامة؟


_يعتمد التقييم على مستوى المحتوى المنشور، ولكن بشكل عام، المجلات الثقافية التي تهتم بالأدب والفكر تُعتبر قيمة نادرة اليوم، ومنها مثلاً مجلتنا رشيد للثقافة لذا فإن استمرارها في حد ذاته أمر إيجابي.


وإذا كان مسموحاً بتلقي بعض النصائح للإستمرار فتلك هي.


بعض النصائح العامة: للتحديث والتقدم الأدبي ومحتواها 


التوازن بين الكلاسيكية والحداثة: تقديم محتوى يحترم التراث الأدبي لكنه متجدد في طرحه.


تشجيع النقد الجاد: فتح باب الدراسات النقدية المحترفة وعدم الاكتفاء بالمجاملات.


الاهتمام بالأدب الحقيقي لا بالكتابة التجارية: دعم المواهب الحقيقية بدلًا من الأعمال التي تعتمد على الاستسهال أو الإثارة الرخيصة.


التفاعل مع القراء بذكاء: ليس مجرد نشر محتوى، بل خلق حوار ثقافي يحفّز التفكير والتأمل.

إذا كانت مجلة رشيد الثقافية تسير في هذا الاتجاه، فهي تُساهم في إبقاء الأدب حيًا ومؤثرًا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

برنامج مائدة ثقافية إعداد وتقديم د. ذكاء رشيد

  مؤسسة رشيد الثقافية تشرفت  باستضافة  الأدبية الناقدة والشاعرة سهام أسامة في برنامج مائدة ثقافية وطرحت خمس أسئلة عليها من خلال اللقاء وقد ك...