الاثنين، 17 مارس 2025

إضاءة نقدية _بقلم الأديب الأردني/ م. محمد إبراهيم

إضاءة نقدية ونظرة شمولية على 

الطابع العام ( للتنويه قلت الطابع العام ) للنصوص والقصائد التي تنشر في المنتديات والمحافل الادبية والتي تصور مالذي يحدث في عالمنا المعاصر  !

... القارئ لأحداث اغلب النصوص والقصائد الحالية التي تنشر يشعر المتلقي بصراع الشخصيات الداخلي الذي يطغى على البنية السردية للأحداث الحالية فيها ..

ولعل مرد ذلك هو الشعور المشترك بالقلق من المستقبل المبهم والخوف من مآلات الأحداث وإقامة المقارنات الدائمة بين بساطة الماضي وصفاءه وبين تعقد الحاضر وابهامه  

علاوة على الشعور بالعجز تجاه مجريات الأمور والأحداث التي ترى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي ..

كل ذلك يشير إلى حالة الوحدة الانعزالية واللاشيء وعدم الانسجام والكبت والعجز .

ومما يشير إلى ذلك في النصوص المنشورة والقصائد الحس الاغترابي الشامل الذي اصبحنا نشعر به والتي تنشر وكتحليل نفسي لوصف الانفعالات والاكثار من أحلام اليقظة والحديث الذاتي والخوض في تحليل الأحداث القائمة .

من هنا اصبح الأدباء والشعراء تنطق  شخصياتها وتجعلها تقر بانها شخصيات متأزمة متناقضة لا يفارقها شعور الاغتراب الذاتي حيث أصبح هذا الأديب أو الشاعر إنسان العصر القلق الذي فتح عينيه على الدنيا فوجد نفسه محاطا بإطار محدد  ومجبر  على السير في طريق مرسوم له ولم يشعر البتة بمراحل عمره كيف إنقضت وكل ما يعيه أنه سجل على قيدها شريط اسود وكفى  لا يعرف عنها شيئا حيث :

لا احداث .

لا وقائع   .

لا ذكريات .

.. لا تغضبنكم كلماتي 

فهذه نظرة خاصة .

... أرى مجمل النصوص والقصائد تحارب الألم بالأمل وهذا غير حري بالإنسان الذي يحيا حياة إجتماعية مستقرة .. !

... وبما أن مصدر الأدب هو الفكر  .. لا توجد أداة لتعذيب الإنسان مثل أفكاره السلبية فيما يسمى علميا :

negative  Automatic

 thoughts

الأفكار السلبية الآلية التلقائية 

هذه الأفكار تمرض الجسد .. وتنهك الروح ..

وفكرة واحدة حتى لو كانت مغلوطة لو تكرر صداها في رأسك قد تقتلك !

... من هنا نلحظ التراجع الجوهري في النقد الأدبي فالنقد الأدبي  في يوم الناس هذا عادة يتناول نص الكاتب على حدة ( منفردا ) دون الخوض في سيرة الاديب الذاتية لكن هذا ليس على إطلاقه اي لا يكفي .. فقد يلجأ ويتعرض الناقد إلى دراسة نفسية صاحب النص دراسة وافية كي يعطي النص حقه بالتغلغل في ثنايا شخصية الأديب أو الشاعر  والتنقيب في أشيائه الخاصة الاجتماعية والمادية والعاطفية طمعا في الوصول إلى تفسيرات دقيقة متعلقة بمرامي الكاتب في مؤلفه .. وهنا يأتي السؤال المهم :

لماذا يستاء الأدباء والشعراء من الخوض في تفاصيل حياتهم تحديدا متهمين الناقد بالتطفل على حياتهم الخاصة مع علمهم أن مجريات حياة كبار  الشعراء والأدباء والفلاسفة الخاصة  تحت دائرة الضوء وهذا من أسباب وضوح أهداف مؤلفاتهم الكتابية والشعرية فيما مضى؟

الجواب هو ما طرحت عليكم عن ما نعيشه في عصرنا هذا .. فكلنا يحاول التستر على نوائبه وكوارث ما يتعرض له من ضنك الحياة وقد يكون محقا في هذا كي لا ينشر المزيد من البؤس الاجتماعي من خلال طرح مآسيه الشخصية ويفضلها طي الكتمان الدائم .

.. وأخيرا اقول :

مالذي نعيشه ؟

يبدو لي أننا فقدنا السكينة 

فهل حادت الارض عن مسلكها ؟

أم توقفت عن الدوران ؟!

بقلم:محمد إبراهيم .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نداء طفل_بقلم الشاعرة /عروبة جمعة

  نداء طفل  أطفال أطفال  أزرار الورد تُباد أطفال تحت الأنقاض تنعي أباها الشهيد  أطفال تنادي  لمَ أنا شريد  ماذنبي خُلقت مكبل بالحديد  وكل ما...