الاثنين، 18 مارس 2024

الديك المغني _بقلم الكاتبة /مها حيدر

 

الديك المغني

 

وصل الطائر المهاجر إلى ( أربيل ) ، حيث الجبال الشامخة والأجواء اللطيفة الباردة ، كذلك البحيرات والشلالات التي تكثر فيها السياحة والاستجمام .

وقف مندهشًا أمام حركة الناس قرب ( قلعة أربيل ) التاريخية وجمال الأبنية والأسواق العامرة فيها .

سلم عليه الغراب ورحب به كثيرًا ، وسأله عن أحواله ، وقص عليه حكاية صديقهم ( الديك المغني ) .

كان هناك ديك يحب الغناء ولديه صوت جميل ،  يغني ويرقص في كل مكان لأنه يحب الحياة ويحب صوته كثيرًا ، لكن أصدقاءه كانوا يسخرون منه كلما حاول الغناء وتتعالى أصواتهم بالضحك عليه ، رغم ذلك لم يستسلم وجعل النجاح هدفا له .

قرر الديك الذهاب في رحلة قصيرة ليرتاح من القلق والتفكير الذي سببه له كلام اصدقائه ، ويختلي مع نفسه قليلا ويتمتع بهدوئها .

في اليوم التالي ودع الديك المغني عائلته وأصدقاءه، وحمل  حقيبته الصغيرة ثم ذهب بعيدًا .

خلال رحلته في الغابة وهو حزين منكسر سمع أصوات موسيقى وغناء ، أقترب متلهفًا لسماع هذا الغناء الجميل ، وجد  فرقة موسيقية تعزف وتغني والابتسامة تملأ وجوههم الضاحكة،  جلس مستمعًا مسرورًا لأنه وجد من يشبهه ويشاركه حب الفن ، تمايل طربًا معهم ، فطلبوا منه أن يشاركهم العزف والغناء ، أنبهروا  بصوته  الجميل ، وقرروا أن يصبحوا فرقة غنائية محترفة .

في المساء وهو جالس يتأمل النجوم ، فكر وقال مع نفسه :  من الصحيح ؟ هل أصدقائي الذين سخروا مني ،  أم أصدقائي الذين شجعوني ؟

ألتفت ليجد زميله في الفرقة أمامه وعنده الجواب .

قال : أكيد نحن على صواب  ، لأننا شجعناك وأخذنا بيدك للنجاح ، أما الساخرون منك فقد حطموا معنوياتك لعدم دعمهم لك واستهزائهم بموهبتك .

في أحد الأيام شارك الديك وفرقته  الغنائية في مهرجان كبير للموسيقى والغناء ، وقدموا عرضًا مميزًا استحقوا عليه لقب ( الفرقة الذهبية ) وحصلوا على شهرة واسعة ، وكذلك محبه الآخرين واحترامهم .

بعد مدة من الزمن قرر الديك أن يرجع الى بلدته لاشتياقه لأهله وأصدقائه ،  أستقبله الجميع بمحبة وود ، أعتذروا منه وندموا على فعالهم الوقحة  ، قبل أعتذارهم وطلب السماح  والمغفرة منه ، وعادوا أصدقاء مقربين ومتحابين .

قال الديك مبتسمًا لأحد جيرانه :  (لا تهتم لكلام الآخرين حتى لا تحطم حلمك ، أجعل هدفك هو النجاح) .


مها حيدر 

من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصباح في العدين _بقلم الأديب اليمني /نجم الدين الرفاعي

 الصباح في العدين… حين تتوضأ الأرض بالندى هناك، حيث تبدأ الحكاية بخضرةٍ لا تُقاوَم، في العدين، تنبض الحياة من شرايين الأرض، وتتنفس الحقول كم...