الاثنين، 25 مارس 2024

أسيرة الحروف _بقلم الكاتبة الليبية /ريم العبدلي


 أسيرة الحروف 


ريم العبدلي -ليبيا


فى ليلة ممطرة ارتفع فيها صوت الرياح، وكأنها عاصفة شديدة، جلست ندى أمام التلفاز تشاهد مسلسلها المفضل،

وبقربها كالعادة دفتر وقلم تسجل عليه جميع ملاحظاتها، تمعنت ندى جيدا بدفترها و جلبته نحوها، محاولة كتابة سطورا من حياتها المليئة بالمغامرات ، لكنها هذه المرة فكرت فى كتابة رؤية من واقعها، ربما تكون ناجحة وفيها دروس ومواعظ ، بدأت ندى تحاكي دفترها وقلمها عن طموحها في أن تكون ذات يوم كاتبة تشق طريقها نحو النجومية ، حينما رسمت طريق طفولتها بثقة كبيرة بأنها مشروع ناجح يفخر به الجميع ، حاولت ندى أن تكتب كل صغيرة وكبيرة عن أسرتها، وعن مسيرتها التعليمية وعن ميولها فى الغناء والرسم  ، نظرت إلى ساعة الحائط وأدركت بأن الوقت لا علاقة له بما كتبت ، ولا السنين أيضا لها علاقة ، بل ما تكتبه له علاقة بقوة الفكر الذي يجمع تلك الحروف، 

استغربت ندى من نفسها كثيرا هذه المرة؛  فهي تكتب دون أن ترتجف يديها ، ولن تسمح لدموعها أن تقف أمامها بل سيطرت على كافة جروحها وكأنها تغمض عينيها؛ لتجعل القلم طوع أصابعها وهي تكتب عن شبابها الذى حققت من خلاله طموحاتها المتزايدة مع الأيام دون أن تجعل ثغرات الحياة تقف فى وجهها،  استمرت تكتب دون توقف، 

وكأن العبارات تتسابق مع بعضها البعض ، وإذا بالصباح يحل بيوم جديد، وهى تجلس على الأريكة تواصل الكتابة ، نظرت حولها لم تجد ورقة ممزقة مثل عادتها ، بل كانت أسيرة حروفها  ، وأن ما كتبته كان مستمدا من واقعه،  حتى الشخصيات التى وضعتها لم تغير فى أسمائها ولا أعدادها، بل كتبت قصتها ، بالرغم من أحساسها بحروفها المجروحة التي كادت أن تقسم قلبها نصفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جهل الأنام _بقلم الشاعر / كمال الدين حسين القاضي

جَهْلُ الأنامِ جَهْلُ الأنام بحق الله داهية والكسب مرٌّ وعند الحشر نيران تحيا الحياة بغير الدين منغمسا في كل شر وباب  الشر شيطان يامن سمعت ك...