" المستجير "
قد حلَّت الرمضاء في أجوائي
وتمكَّنت والفقر في بيدائي
الهمُّ ذلٌّ قد أتى بشجونهِ
وكأنَّها الظلماء في أرجائي
لحفت بنا النكبات نشكو همها
ما حيلة المكلوم غير بكاءِ
يا فقر قد أوجعت جسمه بالضنا
ونأت جفونه راحة الإغفاءِ
طرد الكرَّى من جفنتيه لأنَّهُ
يمضي الليالي خاوي الأحشاءِ
يا فقر ما لكَ لا تحنَّ لبؤسه
فالعيش لا يحلو مع الضرَّاءِ
يبكي بكاءً كالمفارق أهلهُ
حتَّى كأنَّه فاقد الأعضاءِ
عاشَ الحياة ببأسها وبظلمها
ويصارع الأيام كالأعداءِ
قل للغني المستفيضَ بمالهِ
مهلاً لقد أسرفت في الفحشاءِ
فمن القساوة أن تعيش منعَّماً
وبنوكَ رهن مذلَّةٍ وبلاءِ
أنت الجهود وكلُّنا قيد البلا
فلما الغرور وكلَّنا لفناءِ
قدرٌ أقام الفقر بين ضلوعه
والحزن نارٌ لم تكن بضياءِ
قد شاب فيها والسعير بقلبه
زرفت عيونه أدمع الخنساءِ
يرعى نجوم الليل في أسفارها
والليل أسفر ساهداً بعناءِ
حيران لا يدري أينهي روحهُ
لخلاص نفسٍ من دنا الوصباء
أم يستمر على الغضاضة والأذى
والهمُّ أعسر قد رماه بداءِ
يافقر يكفي ما لقى فيها الشقا
رحماكَ لستَ بصخرةٍ صماءِ
ما حيلتي والفقر يرخي ظلهُ
غير المتاحِ وحفنةٍ بعطاءِ
ساعد عسيراً إن فعلت كفيتهُ
ذلَّ السؤال وجفوة البخلاءِ
قم يا ظلام وغادِ قلبه ربَّما
طلع الصباح وقد أتى بثراءِ
(فاروقنا) بالعدل كان كراية
أرسى المبادئ ثورةً بقضاءِ
الله يجزي خيِّراً في فعله
وعطاء ربِّي واسعٌ بسخاءِ
داوي الفقير بلمسةٍ من دائه
واحفظه من شرِّ الونى بكساءِ
بقلم المستشار الثقافي
السفير د.مروان كوجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق