الثلاثاء، 29 أغسطس 2023

رائحة الورق _بقلم الصحفي /طه هيكل

 رائحة الأوراق،

يقلب في أوراقه 

مابين الحين والآخر .

يتذكر حروفه ،

لكل ورقة عطرها ،

ولكل سطر ذكراه ،

لكل حرف مناسبة ،

طقوس غريبة كان يمارسها وهو يكتب !

وطقوس أغرب وهو يقرأ 

بقلمه المُذَهّب  الذي أهدته إياه صديقته( نيفين )  لاينسى ذلك اليوم وهو يهاتفها  هل سنلتقي ؟ 

أجابته : نعم 

وماما  جاية  معايا انتظرنا في الكافيه عند المدخل الجانبي .

سرح قليلا  في نبرات صوتها وهي تقول  له  هتوحشني لحد ما أشوفك 

متنساش أنا مجهزة لك مفاجأة !

جلس يخمن ويستحث ذكاءه أن يسعفه ؛

ليجيب عن تساؤله ؟  ياترى إيه هي المفاجأة ؟

ربما تهديه نفس العطر  الذي  أحضرته  له  من  فرنسا  في عيد ميلاده  ،

أو رابطة عنقه التي لاتزال في غلافها  كما  هي  ويوميا  ينظر  إليها  يلبسها في لقائهما  ثم يعيدها كما كانت ، 

وربما  وربما  ....

نظر في  الورقة  الوردية المزخرفة  والمليئة  بحروف اسمه  واسمها  نادر   ونيفين 

N ❤N

نا  🌷   ني 🍀 در 🌺    فين ❤

تناول الورقة  ورفعها  إلى أنفه  ليشم  رائحتها   ويمرر  الورقة  جزءا  جزءا   كأنه  يشم  الحروف   والكلمات 


ذهب في موعده 

وجدهما  أمام  مدخل  الكافيه  الأم  تتظاهر  بأنها  تتحدث  في  الهاتف 

ونيفين  تنظر  يمينا   ويسارا   لتراه  مقبلا  من  بعيد  فتتهلل أساريرها  وترتسم  على محياها  ابتسامة   

لتظهر  بوجه  ملائكي 

قامت  بتهيئة  نفسها  لاستقباله بحركة لا إرادية  أغلقت  سترتها  وأصلحت  من  تدافع  خصلات  شعرها  ليعاود  التمرد   فيغطي جزءا كبيرا   من  جانب  وجهها 

استقبلته بابتسامة  كأنها تحتضنه  بعد  غياب   وأمها  تصافحه  بحرارة    قائلة 

حمدا  لله  ع السلامة  يانادر 

إيه  الغيبة   الطويلة  دي 

؟

اعتذر لها  سريعا   معللا  الغياب  بالانهماك  في  العمل  للإسراع في تجهيز  عش الزوجية ،

أخبارك  إيه  يانيفين ؟ 

قالت   والابتسامة  تكشف عن  ثناياها  اللامعة  البيضاء 

وحشتني  اووي 

يانادر 

جلسوا  في  الركن  المعتاد   وطلب  لها  عصير  الموز يالفراولة   

وفنجانين من  القهوة    لأمها  وله    


ثم  فاجأته نيفين   قائلة : 

غمض  عنيك 

تظاهر بأنه  يغمض عينيه  ولكنه ترك فرجة بسيطة بين أصابعه  ليرى ما هي المفاجأة !

لكنها استدارت وأعطت  له ظهرها

قائلة : زي  ما  أنت   ماتغيرتش  وبحركة  شفاهها  بلا صوت   قالت  له  وبرضه  بحبك 

أخرجت  من  حقيبتها  تلك  الورقة  التي  يحتضنها  بكل جوارحه 

وكتبت  له  فيها  جملة  واحدة 

سأحبك حتى آخر  العمر

وفجأة  تذكر   أن   الرسالة  كانت هي المفاجأة  

فأعادها   ليشم  رائحتها   من  جديد 


طه هيكل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وشادية _بقلم الشاعر / رشيد الخزرجي

 وشَـادِيَةٍ لها منّي سلامُ              وتقديرٌ وحُبٌ واحترامُ تَجُودُ بِصَوتِها كالغيثِ دَومًا!       وَهَلْ كالغيث إنْ ظَمِئَ الأنام؟  له...