"لحظة ضعف"
وكنت على وشك أن أصدّق
أني تجاوزت كلّ السدود
وأني حطّمت جدار الصعاب
وما عاد لدمعي وجود
حتى أني توقفت في مكاني
وما عدت أتابع الصعود
ورحت أتغنّى بإنتصارات
غسلت روحي من الجحود
وتطهّرت من ثرثرة عتاب
على عتبة برائحة البارود
وفرحت بكِبر سنّي
بخبرتي في الأفعال والردود
وصرت أعظ من حولي
كعالِمٍ بفلسفته يجود
وفي لحظة ضعفٍ واحدة
وجدتني أنكسر كعود
جفّفته الشمس ونخرته
زخّات مطر وبَرَد جلمود
كقشّة هشّة في سلّة
قذفتها الرياح في الجرود
ووجدت دمعي كسيلٍ جارف
يحفر ممرّاته على الخدود
أدركت أنّي ضعيفةٌ
لأقصى الحدود
وأننا مخلوقات لا تملك
التحكّم بشيء في الوجود
شأن النمل والطير
والشجر والحجر والدّود
لحظة ضعفٍ إختفت صلابتي
كجبل لم يعد موجود
وأدركت أني في طريقي
الى زوال أقرب منه للخلود
كنت على وشك أن أصدّق
أني في سلام أحيا وبُرود
غير أني تقطّعت لأجزاء
كوتر في قيثارة مشدود
لنلتزم بحدّ عنده نقف
ريثما يأتي اليوم الموعود
وضعفنا ما عاد يتوارى
خلف أقنعة مزّقتها العقود
بل بات حاضراً في الزوايا
والمرايا وغرفة القعود.
فاطمة البلطجي
لبنان /صيدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق