الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

نكثت العهد _بقلم الأديب اليمني نجم الدين الرفاعي


 نكثتُ العهدَ،

كنتُ قد أقسمتُ

في لحظةِ كبرياءٍ باردٍ،

ألا أذكركِ،

ألا أمرَّ من الشارع الذي يحملُ ملامحك،

ألا أقتربَ من المقهى الذي شهدَ أولَ شرارةٍ في فتيل الحبِّ بيننا،

ألا أُشعلَ سيجارتي على الطريقةِ التي كنتِ تُشعلين بها الأشياء.


ألا أستمعَ إلى الموسيقى التي كنتِ تضعينها على عتبةِ المساء،

ألا أكتبَ عنكِ،

بل ألا أكتب أصلًا.


أقسمتُ ألا أُحدّث أصدقاءنا القدامى،

ألا أزورَ المدينة التي خبأتِ في أزقّتها عطرك،

ألا أشتري رائحةَ القهوة التي كنتِ تحبينها،

ولا أفتح الرسائل القديمة،

ولا أضع الهاتفَ في الجهة التي كانت تنامُ فيها يدُك.


كنتُ قد حاصرتُ نفسي بسياجٍ من "لن أفعل"،

وكتبتُ على بوابةِ قلبي:

ممنوعُ الدخول.


ظننتُ أني نجوتُ منكِ،

حتى مرَّ اسمكِ صدفةً في أغنيةٍ بعيدةٍ،

فارتجفَ المساءُ في صدري.


لكنّكِ...

مررتِ في الحلمِ كنسمةٍ بلا استئذان،

فانكسرَ كلُّ قيدٍ،

وانهارَ الحظرُ كمدينةٍ في وجه المطر.


ها أنا أعود،

أرتكبكِ بكاملِ الوعي،

كمن يُدركُ أن الخلاصَ في الذنب،

وأن النجاةَ من الحنين

لا تكونُ إلّا عبره.


أنا رجلٌ لا يُجيدُ الهرب،

يُقسمُ بالنسيانِ كلَّ مساء،

ويستيقظُ في الصباح

على صوتكِ في صدره،

كأذانٍ مؤجَّلٍ للحياة.

بقلم : 

نجم الدين الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرضنا الطيبة _بقلم الشاعرة اليمنية/ آمنة ناجي الموشكي

 أرضنا الطيبة يـا عالِمًا سِرَّنا والجَهْرَ إنَّ لَنا في هذه الأرضِ أرضٌ طيِّبة حُرَّةْ تُرابُها التِّبرُ لا نِدَّ لها ولَها في كلِّ قلبٍ مُ...