الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

الشعور بمتعة العطاء_بقلم الشاعر السوري /فؤاد زاديكى


 الشُّعُورُ بِمُتْعَةِ العَطَاءِ

بقلم: فُؤَاد زَادِيكِى

عِنْدَمَا نُعْطِي، نَخْتَبِرُ تَجْرِبَةً إِنْسَانِيَّةً فَرِيدَةً تَمْزِجُ بَيْنَ العَطَاءِ وَ الِامْتِنَانِ. هَذَا الشُّعُورُ يُوقِظُ فِينَا إِحْسَاسًا عَمِيقًا بِالرَّاحَةِ وَ الرِّضَا الدَّاخِلِيِّ، حَيْثُ يَمْتَزِجُ العَطَاءُ بِمَشَاعِرِ الحَنَانِ وَ الإِيثَارِ. فَالعَطَاءُ لا يَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى تَقْدِيمِ المَالِ أَوِ الأَشْيَاءِ المَادِّيَّةِ، بَلْ يَتَعَدَّاهُ لِيَشْمَلَ الوَقْتَ وَالاِهْتِمَامَ وَ العِنَايَةَ بِالآخَرِينَ. عِنْدَمَا نُقَدِّمُ شَيْئًا مِنْ أَنْفُسِنَا، نَمْنَحُ الآخَرِينَ فُرْصَةً لِلشُّعُورِ بِالاِهْتِمَامِ وَ المُشَارَكَةِ. وَ بِالمُقَابِلِ، نَحْصُلُ عَلَى شُعُورٍ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَ الاِسْتِقْرَارِ يُغْمِرُ أَرْوَاحَنَا، وَ يُعَمِّقُ الرَّوَابِطَ الإِنْسَانِيَّةَ بَيْنَنَا.  العَطَاءُ يُعَزِّزُ مِنْ قِيَمِ التَّسَامُحِ وَ التَّوَاصُلِ بَيْنَ النَّاسِ، وَ يُسْهِمُ فِي بِنَاءِ مُجْتَمَعَاتٍ أَكْثَرَ تَرَابُطًا وَ تَمَاسُكًا. إِنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِأَهَمِّيَّةِ التَّوَاصُلِ الإِنْسَانِيِّ وَ يَفْتَحُ لَنَا أَبْوَابًا جَدِيدَةً مِنَ التَّفَاعُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ، مِمَّا يُعَزِّزُ مِنْ سَلَامِنَا الدَّاخِلِيِّ وَ يُقَوِّي مِنْ شُعُورِنَا بِالاِنْتِمَاءِ إِلَى مُجْتَمَعٍ أَرْحَبَ وَ أَشْمَلَ.  إِذًا، العَطَاءُ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ فِعْلٍ، إِنَّهُ حَالَةٌ مِنَ الوُجُودِ تُسَاهِمُ فِي تَحْقِيقِ السَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ وَ النَّفْسِيِّ، وَ تَبْنِي جُسُورًا مِنَ الثِّقَةِ وَ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ الآخَرِينَ.  أَلْمَانِيَا فِي ٢ أَيْلُول ٢٤



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتوق إليك شوقا _بقلم المفكر العربي/ عيسى نجيب حداد

اتوق اليك شوقا لمحياك البرئ اخاطب ازمنة النفير عساها ان تجمعنا الاقدار في رحلة اخرى ملئها الحنين يا صافية الطلة هذا زمن توقي لك يغاصب حضور م...