الاثنين، 3 يونيو 2024

مرثية الأرض _بقلم الشاعر / حكمت نايف خولي


مرثيَّة ُ الأرض

في عَـتـمة ِ اللـَّيـل ِ والأنسام ُ ســـاهرة ٌ

ُتـداعـب ُ الـغاب َ تـدْ ليلا ً وتـدْ لـيها

والرَّوض ُ تنشر ُ في الأجواء ِ أشرعـة ً

أريـج ُ زهـر ٍ وعـطر ٌمـن أقـاحـيـهـا

في زورَق ٍ من رحيق ِ النـُّور ِمن ألـق ٍ

طوَّفت ُ فوق َ شِعاب ِ الأرض ِ أرثيها

يواكب ُ الرُّوح َ في َتجوالها شَــجَـن ٌ

فالشـَّر ُّ يـقضُـمُها بالبؤس ِ َيـرويهــا

تاه َ الأنام ُ عن ِ الـدُّ نيا وما هَــدفــت ْ

وأصبح َ الظــُّلم ُ من أسْـمى مراميها

يمز ِّق ُالبعضُ لحْم َ البعض ِ ُمنـْـتشيا ً

وخَـمْـرُ شهْـوتِـهِـِم ْ ِحـقـْد ٌ يُـغَـذِّيـهـا

على مَوائِــدِهـِم ْ أكـــبــاد ُ فِــتيــتِـنــا

وحوش ُغـابٍ طغـَتْ فيها ضواريها

أبكيك ِ يا أرضُ يا إنسان ُ مُـنــتحِـبــا ً

على خَـليفـَة ِ من َوشــَّى نواحــيهـا

خـلـيـفـة ُ الله ِ أمْـسى مــن أبــالســة ٍ

تعـيـث ُفي الكون ِ َتخريبا ً وتشويها

بئساك َ يا من ُتحيل ُ الأرض َ مَحرقة ً

جُسوم ُ أطـفـالِــنـا َبـخـُّورُ ُيـذ ْكيها

تـبَّـا ً لمنْ خان َعَـهْـد َ الله ِ عن جَـحَـد

وأحرق َالأرض َعن حقد ٍ ومن فيها

***

نسَجْت ُمن هَسْهَسات ِ الأرض ِ مَرثية ً

ومن َنجي ِّ السُّـهـا سالـتْ مـراثيها

أحْسَسْت ُ فيضا ًمن الأشجان ِ يغمرني

صوت ُ النـَّعيِّ يُدوِّي من نواعـيها

الكون ُ يبكي عَروس َ الكون ِ من ألـم ٍ

الله ُ جَـمَّـل َ مـن فـيـهـا ومـا فـيـها

وأبدعَـتْ ريـشة ُ الباري مـحـاسِنهـا

آيات ُ سِحْـر ٍأعـالـيـهـا وواديهـــا

وأنـبَـت َ الـتـُّـربَ أنـواعـا ً ُمـنـوَّعـة ً

من َ الأزاهـيـر ِ والأثمار ِ ُتغـنيهـا

وأنطـَق َ الطـّـَيـرَ ألحانـا ً ُتحسُّ بـهـــا

أنـشودة َ الخلق ِ َتسري في مَغانيها

أويتُ أفـتـَرشُ الأعْـشاب َ مُـلـتمِســا

ودَّ الزُّهور ِ وأرجو العفوَ من فيها

أحسُّ في الرَّوض ِدفءَ الأنس ِمنتشرا ً

وأشعُرُ الأمن َ يَجري في سَواقـيها

أصاحبُ الطـَّـيـرَ مَغـبـوطا ً برفـقـتِـهِ

وأحْضنُ الـرَّوضَ مفتونا ً ُأناجيها

الطـَّيـرُ والوحْـشُ والأشجارُ عـائـِلتي

هم رفـقـتي هانئا ً أزهو بهمْ تيهــــا

حكمت نايف خولي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الأنين _بقلم الشاعرة / مارينا أراكيليان أرابيان

 في الأنين يا عنفوان الحرف  شامخ شموخ القليب يا ضمير حي  أوهج عساه يُنَار الدرب يا دموع نازفة  سالت علی الخد الرحب  أروي أرضا انهكها القحط  ...