اِدِّعاءُ الفَهْمِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
والذي أعطى حُدودَ العقلِ فَهْمًا ... أنْ تَرَى ما قدْ تَراهُ مِنْ غَبَاءِ
عندَ بعضِ النّاسِ مَدعَاةُ احتِقارٍ ... إنّها مَأساةُ قومٍ أغبيَاءِ
يَدَّعونَ الفَهْمَ, لكنْ ليسَ مِنْهُ ... في خَلايا مُخِّهِمْ أيُّ ابْتِدَاءِ
مثلَ أغنامٍ بِصَوتِ ال(مَاعِ) تَجري ... كيفَمَا الرّاعِي إلَيْهَا في نِدَاءِ
دُونَ وعيٍ, أو تَحَرٍّ عندَ بَحثٍ ... إنّهم في حُضْنِ خوفٍ بِارتِمَاءِ
لا سُؤالٌ مُمْكِنٌ إذْ ليسَ ردٌّ ... غيرَ شَتْمٍ و أو هُروبًا لِلوَرَاءِ
لا جَوَابٌ عندَهُم, بلْ فَزْلَكَاتٌ ... و التِفافٌ حولَ مَقصُودِ الرَّجَاءِ
ذَلِكُمْ أُسْلُوبُهُم و الضَّعْفُ بادٍ ... في حِوَارٍ, بل نِقاشٍ سَفْسَطَائِي
كُلّما حاصَرْتَهُمْ, فَنَّدْتَ فِكرًا ... بادَرُوا للغَيظِ أو بِالإزْدِرَاءِ
كي يُعِيدُوا بَعْضَ تَركيزٍ, و لكنْ ... حيلةٌ صارتْ كَجِسْمٍ في عَرَاءِ
فَبْرَكَاتٌ كيفَمَا أبدَى هَواهُمْ ... و اعْوِجَاجَاتٌ بِقَصْدِ الاِلْتِوَاءِ
كلُّهُ في مُجْمَلِ التّقييمِ جَهْدٌ ... صبَّ في بحرٍ عميقٍ مِنْ هُرَاءِ
هذهِ أفكارُهُمْ, هذا هَوَاهُمْ ... لم يَكُونوا في عِدَادِ الأسوِيَاءِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق