الثلاثاء، 29 أغسطس 2023

ضرب من الأماني _بقلم الشاعر السوري /زهير شيخ تراب

ضربٌ من الأمانِي


كم مضى من سالفِ الأيام دهرٌ

حقبةٌ رانت على مرِّ الزمانِ


كم تركنا خلفَنا من غابراتٍ..

تلكمُ الأحقاب في الدهر ثوانِ


عضّها النسيانُ فانزاحت وأقوتْ..

وانجلى التاريخُ نورا للعيانِ


مذ رفعنا رايةً للحقِّ قمنا..

ندلجُ الفرسانَ طلقاءَ العنانِ


كم سطرْنا من دمانا سابغاتٍ..

بردة للنّصر رمزاً للتفاني


بزّت الأشعارَ من قيسٍ وكعبٍ..

من فحولِ الشّعرِ أربابِ البيانِ


وامتطينا سدرةَ المجد خفافا..

واستلمنا الأرضَ إرغاما لجاني


كم غزونا مطلِع الشّمسِ بجندٍ..

واعتلينا الشّرقَ بالبيض الطّعانِ


كم بنينا دولةً في الغربِ حتّى..

صار ذاك الغربُ  شاميَّ اللسانِ


كم عَمَرْنا في بلاد الرّوم صرحا..

يعربيَّ الوجهِ سوريَّ الجنانِ


مذ نَقلنا من ربى الفيحاء نخلا..

فاح في الحمراء زهرُ الأقحوانِ


أصبحَ التاريخُ سِفرا من هوانا..

كيفما شئنا يُدَوِّنْ بالبنانِ


واستبقْنا للعلا حتّى بلغْنا..

سدرةَ الأمجادِ والدنيا عوانِ


ما كبتْ خيل لنا في النّصرِ حتّى..

سالتِ البطحاءُ من حدِّ السنانِ


كم سقيناها بسيلٍ من دمانا..

فاستفاق الفجر يشدو في الجنانِ


يا شآمَ المجدِ لا كلّت ذُرانا..

نحنُ في الساحات زهرُ الأرجوانِ


قد نذرنا الشَّمس قربانا لأرض..

خصّها الرحمنُ أن تمضي لشانِ


ينفرُ الأجناد منها يوم فتحٍ..

يصبغُ الراياتِ من ظمأٍ بقانِ


فاسلمي يا شامُ إنا لا نبالي..

إن طمى خطبٌ فإن البغيَ فانِ


فلتَبدْ كلُّ العواصمِ قبلَنا..


فحرامٌ أن يعيشوا إن نعاني


نحنُ أهلُ الحشْرِ نبقى في ربانا..

والذي رادوه ضرب من أمانِ


زهير شيخ تراب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وشادية _بقلم الشاعر / رشيد الخزرجي

 وشَـادِيَةٍ لها منّي سلامُ              وتقديرٌ وحُبٌ واحترامُ تَجُودُ بِصَوتِها كالغيثِ دَومًا!       وَهَلْ كالغيث إنْ ظَمِئَ الأنام؟  له...