وليس لعاشق عنها حياد
يؤرق جفني المضنى سهادُ..
وما رحلت ولا بانت سعادُ
ولا بَعُدَ المزار وما جفونا..
ولا أهل لها رحلوا وغادوا
أخاطب ودها فتروغ مني ..
ويضني مهجتي ذاك الودادُ
وأبلى في الهوى روحاً أصرّت ..
على نيلِ المنى ذاك العنادُ
فجذوة عشقِها في الرّوحِ تسري ..
ويبقى بعد شعلته اتقادُ
وقلبي مفعم ودّاً ولينا ..
وأمّا قلبُها صلبٌ جمادُ
أنا في عشقها مازلت أشقى...
وبعض العشق يشبهُهُ الجهادُ
فلا أسطيع هجرا أو فراقا .. أيترك مقلةَ العينِ السوادُ
كم الأحبابُ يوما قد تجافوا.. وهاموا في المدائن ثم عادوا
برمش العين أرعاها وتقسو..
وأغمرها فيغريها بِعادُ
وفاء العاشقِ المفتون نذرٌ..
وللعشّاق ما نذروا وجادوا
بكلّ خليّة مني شذاها.. وكلّ نُسيمةٍ منها المُراد
ألا يا لائمي أقصر فإني..
بعشق الشام ينفطر الفؤاد
ونفسي لو بذلتُ لها فداء..
ويأسر مهجتي منها انقيادُ
قليل بالشأم الذوب عشقا..
وليس لعاشق عنها حياد
رمتها بالسنين اداة غدر..
فلا سند هناك ولا إياد
وقد طالت ملمتها فأغفت
وأرخى ظله ذاك الحداد
أأحمل جورها زمننا وينجو..
من الأغراب من جاروا وزادوا
اتسعٌ من سنيّ الدهر تمضي..
كما لم تشهدِ البلوى بلادُ
أاتركها وقد نزفت فأوهت..
أؤقظها وقد طال الرقاد
أأترك جرحها يندى نجيعا...
وبالنعمان تستسقى الوهاد؟
فلا والله لن تبقى جراح..
وللفينيق ما أخفى الرمادُ
فكم من عاشق أدنت وأغوت..
وكم من غادر مروا فبادوا
وكم من فارس يفدي حياضا..
وفي الساحات يُلتَهمُ العتادُ
وكم ضمّت شهيدا في ثراها
وتحت ترابها يحلو الرقادُ
وفوق ربوعها الأعلام تزهو..
وفي الميدان كم تعدوا الجيادُ
وفيها مورد الأمجاد نبع..
سل الأنجاد كم بزوا ورادوا
ألا ياقاصدا بردى تروى..
فماء الطهر للأيام زادُ
وإني إن رصفتْ الشعرَ رصفا..
لوصف بهائها نفدَ المداد
بها كانت بداية كل أمر..
ويجري نحو موردها المعادُ
زهير شيخ تراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق