الاثنين، 24 نوفمبر 2025

أيها الصباح _بقلم الأديب اليمني / نجم الدين الرفاعي

 

أيها الصباح الذي لا يكلّ من محاولة إصلاح العالم..

تجيء كما لو أنك رسولٌ من نور،

لا تقرأ الصحف ولا تعترف بأخبار الهزيمة،

تدخل البيوت بلا إذن،

وتضع يدك على كتف الأيام المتعبة،

كأنك تقول لها: قومي، ما زال فيك متّسع للحياة.


ننهض إليك ونحن ندرك

أن الليل لم يعد مجرد وقت،

بل ساحة قتال طويلة

خسر فيها الكثيرون أنفسهم قبل أن يخسروا أحلامهم.

ومع ذلك، ها نحن نحاول مرة أخرى

كأننا نولد من رمادنا كل يوم.


يا صباحي،

لا تلتفت لوجوهٍ آثرت الظلام

واطمأنت للركوع تحت أحذية من سرقوا نورها.

ولا تأبه لمن باع ضوء روحه بثمن بخس،

ثم صاح محتجًا حين غرق العالم في العتمة.

النور لا يعتذر لأنه أضاء،

ولا يساوم العتمة على بقائه.


ابقَ كريمًا كما خُلقت،

ارفع ستائر البرد عن صدورٍ ارهقها الصمت،

وامسح من جبين الأرض آثار أولئك

الذين نسوا معنى الرحمة وعدل السماء.


أنت لست مجرد وقت يبدأ،

أنت شهادة ميلاد جديدة

لمن رفض أن يعيش على هامش الحياة.


صباحٌ لمن لم ينكسر،

ولمن انكسر ثم وقف،

ولكل يد ما زالت تصعد إلى السماء بثقة لا تهتز.

بقلم :

نجم الدين الرفاعي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياد الروح بعد العاصفة _بقلم الأديب اليمني نجم الدين الرفاعي

حياد الروح بعد العاصفة الفقد ليس اختفاء أحدهم من مسرح الحياة… بل اختفاءك أنت من ذاتك بعده، دون أن تشعر. أن تستيقظ كل صباح في جسدك، لكنك لا ت...