الخميس، 13 مارس 2025

اللهم أهد لي قلبي _بقلم الأديب السوري / عمر أحمد العلوش

( اللهم اهدِ لي قلبي )


في هذه الحياة التي تكاد تعصف بنا بين ضجيج الأيام وقلق الأوقات، نبحث دائماً عن هدى، عن ضوء يهدي قلوبنا المتعبة. أحياناً نصارع الأفكار، وتتشابك المشاعر، ونشعر بأننا تائهون في زحمة الدنيا. ثم، بين تلك اللحظات من الحيرة، يخرج الدعاء من أعماقنا: "اللهم اهدِ لي قلبي".


إنها دعوة صادقة، تنبع من صميم الروح، لا يملكها إلا من يعي تماماً كم هو بحاجة إلى توجيه داخلي، إلى نبع هادئ يسكنه ويملأه بالسكينة. فالقلب في هذه الحياة مثل بوصلة، إن ضلّت، ضلّت معها الروح، وتاهت الحياة. ونحن، في معترك الأيام، بحاجة إلى أن نعود إلى أنفسنا، إلى أن نهدئ الفوضى التي تكمن في دواخلنا.


اللهم اهدِ لي قلبي، كي أرى الجمال في الأشياء البسيطة، وأعرف كيف أحب دون قيود، وأفهم الحياة بنظرة أعمق من الماديات. اللهم اهدِ لي قلبي، لكي أستطيع أن أُحسن الظن بكل من حولي، وأغفر للألم الذي مررت به.


إن الهداية ليست مجرد طيف يمر على الروح، بل هي حركة دائمة تُسكن القلب، وتنير الطريق في أوقات الظلام. فكلما طلبتُ منك الهداية، زادت القوة في قلبي، وتُوِّجت الطمأنينة في وجداني.


اللهم اهدِ لي قلبي، فكلما اهتدى قلبي، اهتديتُ إلى العالم من حولي.


بقلمي : عمر أحمد العلوش

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عفوك يا رب _بقلم الشاعر المصري / محمد عطالله عطا

عَفُوكَ يَا رَبِّ أَنَا فَاكْرْ إِنِّي كُنْتُ شَبَابْ وَأَيَّامَ شَبَابِي مَضَتْ بِيْنَا فَاتَتْنِي وَسَكَرَتْ الْأَبْوَابُ وَعَدَا الْعُمْر...