الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

أحلام وأمنيات و رب رحيم _بقلم الشاعر / أ. د. محمد عبد الرحمن موسى


 من مذكرات أستاذ جامعي"


"أحلام وأمنيات ورب رحيم"


               في كل مرة أنعم الله بفضله وكرمه عليَ ووفقني لحج بيته الحرام، كنت بعد تمام مناسك الحج أقوم بغسل ملابس الإحرام الإيزار والرداء بماء زمزم في مكة المكرمة، وأوصي من حولي وأهل بيتي عندما اعود أن تكون هذه الإحرامات هي كفني عند موتي لعل الله برحمته ينظر لي وأنا بإحرامات كنت أرتديها وأنا أحج لبيته الحرام فيغفر لي، وهو الغفور سبحانه وتعالى مرات عديدة وهذا فعلي، ويوم وأنا على سجادة الصلاة في صلاة الفجر، مر بخاطري هذا الحلم أنني قد توفاني ربي وعندما نزلت إلى لحدي، ومن قبل كنت أرى القبور ضيقة، ولكني عندما نزلت في هذا القبر وكأنني في ساحة كبيرة ومتسعة بشكل لم أرى مثلها في حياتي ولا في أي مكان في العالم الذي زرته، وعلى الجانبين صفان عظيمان من البشر، والعجيب أنني أرى وبدون نظارة آخر من في هذين الصفين، فتذكرت قول ربي "فنظرك اليوم حديد"، وتعجبت أن آخر من في الصفين هو شخص واحد طويل بشكل لم أرى هذا الطول من قبل، عرفت فيما بعد أنه أب البشرية آدم عليه السلام، أم الصفان فأحدهما على رأسه أمي التي سبقتني إلى رحمة ربي وبذات شكلها وبهاءها، وكل أهلها وراءها إلى آدم وزوجته عليهما السلام، والصف الأخر كان على رأسه أبي ووراءه كل أهله إلى آدم وزوجته عليهما السلام والجميع يبتسم لي، وسمعت من يقول لي كنت تتمنى أن ترى أهلك من أبيك إلى آدم ومن أمك إلى آدم ، فاليوم تتحقق للكَ ما تمنيت، ووقفت أمام كل من أهلي من ناحية الأم ومن ناحية الأب أسلم عليه ويعرفني بنفسه وعمله وسنه يوم أن إنتقل من الدنيا إلى رحمة الله، وكأنني أرى صورة رئيس دوله يسلم على مستقبليه كما كان هذا في الدنيا، وهنا تذكرت أن من ينتقل من الدنيا سيرى ما لا عين رأت، وقضيت لا زمن في هذا الإستقبال الرائع، وسألت عن الزمن فقيل لي قد إنتهى الزمان يوم أن خرجت من سطح الأرض إلى باطن الأرض، وهنا يصبح لا زمان فلا أرض تدور حول نفسها ولا حول الشمس، واستيقظت مبتسماً فشكرت ربي وتمنيت أن تكون هكذا نهايتي. 


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسنا صغار على الحب _بقلم الشاعرة اللبنانية /ريتا كاسوحة

لسنا صغار على الحب   من  الروح للروح  إطمئن يا قلبي  لاتقلق  لن يموت الحب فيك  مهما بلغت من العمر  فالحب ليس له عمراٌ أو كلمات تكتب او تق...