الخميس، 6 يونيو 2024

الحب من منظوري _بقلم الشاعرو الأديب السوري/فؤاد زاديكى

 

مشاركتي في مجموعة رشيد على فقرة همسات و موضوع الحبّ من إعداد و تقديم الاستاذة عروبة جمعة تحت إشراف الدكتورة ذكاء رشيد رئيس مجلس الإدارة و الاستاذ احمد الرّشيدي المدير العامّ للمجموعة


الحبُّ من منظُوري


بقلم: فؤاد زاديكى


الحبّ برأيي عبارةٌ عن شعورِ ارتياحٍ و انسجام، يَنتَابُ الإنسانَ المُحِبّ في لحظةٍ غيرِ متوقّعةٍ و موقفٍ لم يكنْ بالحسبانِ، و قد يأتي هذا الشّعور في لحظةٍ ما دون أن نكون حضّرنا لها. يتسلّل إلى قلوبنا كنسيمٍٍ عليلٍ، يخفّف عنّا ثِقَلَ الأيّامِ و يملأ حياتَنا بالأملِ و البهجةِ. إنّه الشّعورٌ، الذي يربطُنا بالآخر بطريقةٍ سحريةٍ، تتجاوزُ الكلماتِ و التعابيرَ. في لحظاتِ الحبّ، نشعرُ و كأنّ الزّمنَ يتوقّفُ، و كأنّ الكونَ كلَّه يتآمرُ ليجمعَ بين قلبين، ينبضانِ بنفسِ الإيقاعِ.


تلك اللحظاتُ، التي تجمعُنا مع مَنْ نُحِبُّ، تُصبحُ محفورةً في ذاكرتِنا، تُضيءُ أيّامنا المظلمةَ، و تمنحُنا القوّةَ لمواجهةِ تحدّياتِ الحياةِ. قد يكونُ الحبُّ نظرةً عابرةً، أو ابتسامةً صادقةً، أو كلمةً تخرجُ من القلبِ لتلامسَ أعماقَ الرّوحِ. 

في حضرةِ الحبّ، نُصبحُ أفضلَ، أكثرَ تسامُحًا، و أقدرَ على العطاءِ. 


نعيشُ للحبِّ و معهُ، و نبحثُ عنهُ في تفاصيلِ الحياةِ اليوميّةِ، في صوتِ الطّيورِ عندَ الفجرِ، في نسماتِ الهواءِ الباردةِ، و في ضوءِ القمرِ، الذي ينعكسُ على الماءِ. الحبُّ هو الذي يجعلُنا، نحلمُ بغدٍ أفضل، و يُحيلُ اللحظاتِ العاديّةَ إلى ذكرياتٍ خالدةٍ.


و في نهايةِ المطافِ، يبقى الحبُّ، هوَ القوّةُ، التي تدفعُنا للأمامِ، تحمينا منَ الانكسارِ، و تجعلُنا نؤمنُ بأنّ هناك دومًا سببًا للابتسامِ، و أنّ الحياةَ برغمِ كلِّ ما فيها من صِعَابٍ، تَستحقُّ أن تُعاشَ، لأنّ فيها حُبًّا ينتظرُنا، في زاويةٍ ما، مِنْ هذا العالمِ الواسعِ.


المانيا في ٦ حزيران ٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الأنين _بقلم الشاعرة / مارينا أراكيليان أرابيان

 في الأنين يا عنفوان الحرف  شامخ شموخ القليب يا ضمير حي  أوهج عساه يُنَار الدرب يا دموع نازفة  سالت علی الخد الرحب  أروي أرضا انهكها القحط  ...