أيلول
منذ وعيت نفسي يحزنني أيلول وتفارقني رؤية الجمال ويضيع الفرح ويقصر نهار عمري ، ويطول ليله الموجع .
لسعة بردٍ صباحية ممقوتة ، إصفرار الغيم ساعة المغيب ،الشمس تغيب قبل موعدها ، القمر يختنق خلف الغيوم طريداً ثم يموت ، كل ذلك يبث في نفسي كآبة قاتلة .
فيه أنتقل لعالم آخر ، عالم فيها نهاية دورة حياة كانت نابضة ، ينتابني خوف انني قد أخطأت طريق حياتي ، ويلفني صمت رهيب .
كنا صغاراً في ايلول نغادر جمال الصيف واللعب واللهو ، وفيافي الأشجار الوارفة ومطاردة الطيور وشلة الرفاق الودودين ،
نغادر للمدرسة والإنضباط ،والتقيد بمواعيد ثابته والبسة مفروضة لاخيار لنا فيها ، مديرالمدرسة الذي إشتاق لفرض تسلطه وكأننا بمعتقده كنا سجناء فارين من قبضته في أيام العطلة الصيفية ، ويريد تأديبنا وتأهيلنا بعد أن عدنا لحضيرته .
في أيلول رحلة غربة ، غربة قاتلة يفارقني الفرح... كل الذكريات السيئة كانت في ايلول ، كل أمنيتي أن أنفجر بكاءً لكن تأبى خنقة البكاء إلا أن تقطع أوداجي ، كل ماحولي ينبؤ بالخسارة خسارة تحيط بي من أخمص قدمي حيث قرمشة الورق الأصفر ينطحن تحتها إلى رأسي الذي أصبح خاوياً مثل عش السنونو التي هاجرة تواً لتجدني كأني سابح بهواء وعبثية ، والخريف يتغلغل فيَّ من داخلي وقلبي يرتعش من مشاعر الإحباط وعدم الرضا....
حقاً شهر أيلول ، شهر الحزن والكابة ، شهر الخسارة والإحباط شهر الترك والفقدان ، شهرأيلول شهر أكرهه........ لأننا فيه نكون أقرب للموت .
د.عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق