الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

الصمت _بقلم الشاعر السوري /سلوم أحمد العيسى


 - الصَّمْت -

الصَّمْتُ أفضَلُ أحياناً مِنَ الكَلِمِ

  مِنَ المَقَالاتِ...مِنْ مَوسُوعةِ الحِكَمِ

إنْ كانَ مَنْ تعتنيهِ النَّفسُ أنْزَرَهَا

    هَوَىً ، ووِدَّاً،وَوَصْلَاً غَيرَ مُنفَصِمِ

أو كانَ عَنْ بَيانِ الحُبِّ ذا صَمَمٍ

  وَعَنْ يَدِ العُرْفِ والإِحسانِ جِدُّ عَمَي

لاتُنْزِلَنَّ صَديقاً غَيْرَ مَنْزِلِهِ

   ولا الأَصيلَ سَواءَ التَّافِهِ القَزَمِ

ولا تُقارِنْ شَحيحَ النَّفسِ باخِلَها

   بالأَجْودينَ ذَوي الأحْسابِ والكَرَمِ

ماعَاشَ حَاتِمُ لولا جُودُهُ عَلَمَاً

    ولا أبي عَاشَ في أَسْنَى ذُرَا القِمَمِ

لولا فخارٌ كَسبِْنَا رَيعَهَ كَرَمَاً

 بِهِ نَتيهُ على العلياءِ مِنْ قِدَمِ

لاتَأكُلُ إلأُسْدُ إلا أَنْ تَصيدَ ظِبَا 

    أو ما حَكَاها ، وَتَأبَى جَائِفَ الرِّمَمِ

مانَالَتِ الغُربَةُ الصَّمَّاءُ مِنْ أَلَقِي

   ولا الجَّهالاتُ مِنِّي،أو جُذَا هِمَمِي

أنا السَّماءُ التي زُهْرَ النُّجومِ حَوَتْ

    والسَّاطِعَاتِ مِنَ الأنواءِ والجُرُمِ

نَافَتْ على غَيرِها مَجْدَا وَوَمْضَ سَنَاً

   سُطورُ عِشقي امْتَدادَ الشَّامِ في نَغَمِي

وَقْفٌ عليها الهَوَى،والعُمْرَ سَائِرَهَ

   والسُّهْدَ سُهدي،وَوَحْيَ الفِكْرِ والقَلَمِ

لَكِ الصَّدارةُ ياشَامَ الهَوى - أَبَدَاً -

  على المَدَائِنِ طُرَّاً،بل عَلى الأُمَمِ

نَفسي على سَائِرِ الأَمْصارِ تُؤْثِرُها 

   على بَلادِ جَميعِ العُرْبِ،والعَجَمِ

أََمَّا الفُؤادُ،فَفِيهِ الشَّامُ مَسْكَنُهَا

  يَهيمُ حُبَّاً بِهذي أَيَّمَا هَيَمِ

لِيَسْقِكَ الهاتِنُ الهَطَّالُ ياوَطَني

  أوَاخِرَ الصَّيْفِ،والغادي مِنَ الدِّيَمِ

يادُرَّةَ الشَّرْقِ ياتَاجَاً عَلَى زَمَني

  وَهَامَةِ الفَخْرِ،والأمجادِ،والقِيَمِ 

بَلَغْتَ أَسنى عَلاءِ المَجْدِ آثلِهِ

 وَمُنْتَهى ذُرْوَةِ الإشراقِ،والعِظَمِ

قَدْ باركَ اللهُ في مَبْدى الوُجودِ بِها

   وَإنَّ للشَّامِ حَتْمَاً حُسْنَ مَخْتَتَمِ

أََضْحى الغَرامُ بَغَيرِ الشَّامِ مَضْيَعَةً

  لِبَارِقِ الوَحْيِ،أو ضَرْبَا مِنَ العَدَمِ

يَجلو هَواهَا غشاواتٍ تُحيطُ بِما 

   يُبَادِهُ البَالَ مِنْ اَفْكَارِهِ العُصُمِ

مَنَارةٌ تَهْتَدي  مَسعَى الكِرامِ إلى

  غاياتِِهِمْ في دَياجي التِّيهِ،والظُّلَمِ

كَمْ أَزْرَعُ الوَرْدَ دَرْبَ الجَّاحدينَ بِهِ

           وَأنْثُرُ العِطرَ مَخْضُوبَاً بِوَهْجِ دَمِي

سلوم احمد العيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن _ بقلم الشاعر العراقي/ محمد لعيبي الكعبي

هذه القصيدة مهداة لجيل الطيبين الكرام رحم الله من فارقنا وأطال بعمر الباقين٠ من نحن نسأل من نحن  فيأتي الجواب  أنتم أبناء الريح وأمكم الأمطا...