* العسكري..
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
سأقتلُ القمرَ
هذا الوضيعَ الغادرَ
الحسودَ المشبعَ بالغرورِ
أنا أرقُبُ حركاتِهِ
وأعرفُ أنّه
يتلصَّصُ عليكِ
في عِتمِ الليالي
فلِمْ لا تغلقي نوافذَك
ولِمْ لاتُسدلي السَّتَائرَ
شعاعه
رسائلٌ إليكِ
ضحكتُهُ
تُعنيكِ أنتِ
نظراتُهُ
تنهشُ شرفتَكِ
وموسيقاه
تنسابُ إلى سريركِ
وما أدراني
لعلكِ ترقصينَ له
لا أرى ما يدور بغرفتكِ
ماذا تفعلينَ؟!
وهل تبادلينه الإشارة؟
ابتعادُكِ عنّي يثيرُ شكوكي
يفاقمُ الرّيبةَ عندي
يٌفقدُني ثقتي
لقد صرتِ
تهملينَ قصائدي
ولا تمسحينَ دمعي
ولا تلتزمينَ بالمواعيد
انتبهي حبيبتي
لئلا يخدعكِ القمرُ الماكرُ
لا تصدِّقي كلامَهُ
هو تافهٌ لعوبُ
يتسلّى بعواطفِكِ
يا أميرتي
وحدي مَنْ ينحتُ مِن قلبِهِ
لكِ الكلماتِ
وحدي مَن يخصّصُ روحَه
مسكناً لكِ
وحدي من يسعدكِ
أتبرعُ لكِ بأنفاسي
إن ضاقت عليكِ أنفاسُكِ
أهبُكِ قلبي إن توقَّفَ قلبُكِ
أتبرعُ لكِ بعيوني
أعطيكِ كلَّ ما أملُكُ
وقبلاتي حكرٌ عليكِ وحدِكِ
وهمسي لا يتسرّبُ إلّا لأذنيكِ
صدري فراشُكِ الوثيرُ
دمي وقودُكِ أيّامَ البردِ
هذا القمرُ لا يعرفُ قيمتكِ
سانصبُ له كميناً
قسماً لن أرحمَهُ
سأهشمُ بريقه
سأربطُ بسمته
وسأجزُّ شعرَه
سأقتله
ولن أخشى المشنقةَ
أنتِ لي بكاملِ أنوثتكِ
وأحذر كلَّ مَن يقترب منكِ
سوى قلبي يحقُّ له الوقوفَ
عند بابِكِ
ليحرسِكِ ويحميكِ
من كلِّ قمرٍ مفترس. *
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق