الجمعة، 2 يونيو 2023

قصة بعنوان الوفاء _بقلم الأديب السوري /محمد ديبو حبو

 الوفاء 

######################

من أجمل أيام عمري عندما تقدم محمد لأهلي بطلب الزواج مني كانت سعادتي حينها لا يمكن أن توصف  بأبيات شعرية أو خواطر أو بهمسات دافئة ..

محمد رجل طيب ولديه مقومات الرجل الصالح فأنا لا أنظر لأمور أخرى كالمال وووالخ.... مطلبي الوحيد بأن يكون شريك حياتي يتمتع بصفات حميدة وكريمة فهذه الصفات برأيي نستطيع بها  بناء هيكلية الأسرة النموذجية التي أتطلع إليها وأحلم بتحقيقها معاً ..

لم يستغرق وقتا طويلاً حتى أصبحنا تحت سقف واحد و بيت تجمعنا فيه المحبة والاحترام والتقدير ..

و ذات يوم أتى محمد من عمله وهو مضطرب ومتوتر... فضولي لم يكن عادياً وقتها لمعرفة سبب توتره واضطرابه إلا أنه آثر الصمت وعدم الكلام كررت المحاولة لكن كل محاولتي بائت بالفشل ..

إلا أن صمته المتواصل بدأ يقلقني أكثر فأكثر حينها خطرت على بالي فكرة 

قد أستطيع من خلالها معرفة ما حدث معه ..

خرجت من المنزل للحظات ثم عدت و طرقت الباب بيدي بشكل قوي ..

و ما هي إلا لحظات وإذ بمحمد يفتح لي الباب 

و أثار الخوف واضحة على وجهه تعمدت التظاهر بالخوف والتوتر سألني محمد مابك؟ لماذا هذا الخوف والتوتر؟ التزمت الصمت أيضا إلا أن محمد وبعد لحظات 

قال لي ياحبيبتي أبلغيني ما جرى معك 

فأنا والله وضعي لا يحتمل المزيد من  الضغط ...وأنا أنظر إليه دموعي بدأت بالتساقط رويداً رويداً، و ما إن رأى دموعي تتساقط بكثافة حتى سقط أرضاً وهو يقول حبيبتي أنا في ورطة لا أعلم كيف اخرج منها بسلام ..

كنت أعتقد بأن الصداقة عنوانها الوفاء 

إلا أن ما حدث معي أفقدني هذا الشعور 

فصديقي الوحيد الذي كنت اعتبره أخاً

طعنني من الخلف بعد أن تحدثت معه بموضوع خاص يتعلق بحياة إنسانة عزيزة علي كان محور حديثي معه عن حياتها الشخصية بعد أن شرحت لي ذلك 

وطلبت منه التعاون معاً لتقديم المساعدة لها لكن ما حدث أفقدني صوابي كل ما دار بيننا من حوار حولها 

تم نشره عبر الاصدقاء واصبحت حديث الصباح والمساء ..

هي امرأة عفيفة النفس لا تريد بأن يعلم أحد عن وضعها المادي والنفسي والمعنوي. 

ماذا أفعل وأنا كنت السبب بفضح أسرار شؤون بيتها .

في تلك اللحظة تأكدت فيها  بأن اختياري له كشريك لحياتي لم يكن خاطئاً ..

توقف عن الكلام وهو ينظر إلي 

لغة عيونه تحدثني عن أشياء كتيرة تطالبني بحل قد يخرجه من هذا المأزق الأخلاقي ..

نعم علي التفكير لإخراجه من هذا المأزق 

الأخلاقي بالفعل بعد لحظات خطرت ببالي فكرة لو طبقت بشكل دقيق نجحنا في حل هذه المشكلة..

طلبت من محمد دعوة صديقه على العشاء ودعوة صديقته أيضاً 

بالفعل اتصل محمد بصديقه وصديقته وقام بدعوتهما على العشاء ليلة الخميس 

قمت بكافة التحضيرات المناسبة ..

أتى يوم الخميس وحان وقت العشاء 

رن جرس المنزل وإذ بالصديق عمر قد وصل استقبله محمد استقبالاً حاراً وكأن شيئاً لم يكن ...

وبعد لحظات قليلة رن جرس البيت من جديد أسرعت أنا بفتح الباب حسب الإتفاق مع محمد وإذ بصديقته قد وصلت رافقتها لغرفة أخرى بجانب الغرفة التي يجلس فيها محمد وصديقه وتركت الباب مفتوحاً ...

لكي تستطيع هي أن تسمع ما يدور بينهما من حوار ..

بعد وقت ليس بالطويل نسبياً ارتفعت صوتهما 

بشكل مفاجئ كان محمد يتحدث بصوت مرتفع يطالب صديقه بتبرير ما قام به 

من أفعال بعد أن طلب منه المساعدة لتقديم العون والمساعدة لصديقته 

مطالباً إياه عدم الإفصاح عن اسمها وظروفها المعيشية لأي شخص آخر 

وقتها وبحسب المتفق عليه مع محمد 

طلبت من صديقته الدخول معي للغرفة الأخرى لكي تعلم بأن محمد كان مخلصا معها ووفيا إلا أنه اضطر لإخبار صديقه لكي يتعاونا معاً لتقديم العون والمساعدة لها لكن صديقه لم يكن وفياً له ولها وقام بإفصاح ما دار بينهما من حديث حولها للآخرين ..

عندما علمت بتفاصيل ماحدث تقدمت لمحمد قائلة 

أنت رجل عظيم تستحق الثناء والتقدير 

خرجت وخرج صديقه ..

اقترب مني محمد وفي عينيه الكثير من الكلام ..

ثم قال:

ما أعظم وفاءك وحبك يا أجمل ماخلق الله في الكون 

لولاك لكنت الآن في موقف لا أحسد عليه 

فكرتك العظيمة انقذتني..

أشكر الله سبحانه وتعالى على 

نعمته التي أنعمها الله علي أنت يا قبلة قلبي ونبض السنين.

*****

ا


لأديب محمد ديبو حبو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا أيْس (فَعِلَ) _بقلم الأديب / محمد إبراهيم

 لا أَيْس (فَعِلَ ) .. ليس الأمر جميلا إن كنت شهيرا ليس هذا ما يرفع نحو المجد لا ضرورة لملئ الأرشيف والإرتجاف فوق المخطوطات . غاية الإبداع ش...