- - أسف -
ويا ندمي على عمر تقضى
أطارد فيه محضا من سراب
أبعد جناح نسر أبدلتني
ذه الأيام آخر للغراب ؟
تساوى في مقارنتي وجودي
وعقمي ، أو حضوري بالغياب
وأين من اختواء العمر هذا
مطالع لم تدم لي من شبابي
وفيت بعهد من عادوا عداء
علي ، وكان جفوهم ثوابي
ولم أذنب ، وتشهد لي الليالي
وما سيجيء في فحوى كتاب
ودرب كنت أتبعه إليهم
أثير في الرواح ، وفي الذهاب
ويسألني الأصيل : لم افترقنا
ووادي الحور عن سبب اكتئابي
فأصمت ؛ لاجواب لدي قطعا
وأجهش بالهباء من انتحاب
فهم صنو التراب ، وليس أغلى
لدي من الأديم ، أو التراب
تراب الأرض أغلى كل شيء
وأطهر حسب ظني ، باحتسابي
وهم ماهم عليه من انتماء
إلى زمن المحبة ، والتصابي
تجذر حبهم في أصل روحي
وخضب منه عمري بالخضاب
له ذكرى بنفس الصبح تشذي
الحنين إلى المغاني ، والروابي
عسى أن يسقي الغادي حبيبا
بطي الحب أضمره إهابي
أحب إلي من نفسي ، وتسمو
محبته على أسمى الرغاب
وبي شوق إليه مدى حياتي
يضن به الهيام عن العتاب
تضن به السماء عن الدراري
وأسئلة بسري عن جوابي
إليه العابرون على حطامي
بوصل منه فازوا ، واقتراب
وآل بي المطاف إلى انزوائي
بعيدا عنه ، ثم إلى اغتراب
ليسق الغيث ارضا حل منها
ربوعا ، والهتون من الرباب
وباء العاذلون بما أرادوا
وبؤت بما أكابد من عذاب
وأمسى الوصل حلما مستحيلا
وأقرب منه رائحة السحاب
سلوم احمد العيسى ٢٠٢٣/٦/١٨ م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق