(سجين الحرف )
من يمتلك قراره
لاأحد يمتلك القرار
الكل على قائمة الانتظار
فهذا في دائرة الاهتمام
وصورته داخل الإطار
وذاك مهمش ويحيا متقوقعا
على ذاته بعيدا عن الأنظار
من يمتلك القرار
لا أحد لديه نسخة
من القرار
الكل يحاول
الكل يخاطر
لكن الحرف تحت الحصار
حصار من الأيام تكبله
سجن من الأوهام يعانقه
ولكن أين القرار ؟
ليس بيده مسودة
يسترجع تاريخا مضى
لم يكن هناك سابق إنذار
يترك للذكريات
مصيره وينشد في سجنه الاستقرار
وليس بيده أن يعود
تطوقه الأسوار
تسلبه الحرية في التعبير
أو في اتخاذ القرار
يبادر بالمصالحة
مع نفسه فتأبى
تتمرد
تعاند
أحد من السيف
يطول به المشوار
لايجرؤ
أن يتخطى كل الأخطار
فيمضي في نفق مظلم
يخرج على شعاع من نور فيمضي كالظمآن
يحسب السراب ماء
فتشتته الأفكار
يبحث في داخله عن
سبب تأخر القرار
وهو الذي كان دائما
محط الأنظار
يعجز
يفشل
يسلم مكرها ليس لديه اختيار
يرتاد كل يوم ألف مقهى
يبحث في الوجوه
عن عمر ضاع فلا يرى سوى براثن تتناوشه من كل جانب
كالإعصار
يبحث عن ماضيه
عما كتب في الدواوين عما سطر من الأشعار
عن ضوء الشمس في شتاء
قارس
يتساءل متى يأتي النهار
فلا يجد جوابا
وليس لديه اختيار
إما أن يمضي
أو ينتظر القرار
مسجونا بين التفكير
وبين الواقع ماذا يختار
أسئلة تتردد بداخله
متى ؟
أين ؟
كيف؟
لماذا ؟
كم ؟
أنَّى ؟
وينتظر القرار
لم يصدر القرار ويبقى حتى النهاية
ويطارد قهر الأيام شاخص البصر لايدري
الماء في فمه لايعلم
هل هو ملح أجاج ؟
أم عذب فرات ؟
أهو ماء الأنهار ؟
أم أرغم على مياه البحار
فتُقْسَمُ على مسامعه الأيمان
ولا يجد سندا ولا من يلتمس له الأعذار
يحاول أن يتماسك
فلا تحمله قدماه فينهار
وينتظر القرار
فلا يجد القرار
وهو الآن في انتظار القرار !!!
طه هيكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق