صانعة التفاؤل
=================
يقول أبوحيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة: ( الحزن شيء وافد عليك من الخارج فلا تسمح له بالدخول إلى قلبك وعقلك ، والفرح شيء يخرج من داخلك فاصنعه بنفسك)٠
وأنا أقول:
================
في غابة سوداءَ مظلمة
حيث الأسى والرعب والوجلُ
وتطايرُ الأشباح يسبقها
خفقات قلب ليس ترتحل
كان الدجى حلكاً على حلك
و عواء ذئب بالقضا خَجِل
وصفير صرد زاد من قلقي
ومخاوف في الجوف تعتمل
وبدت لي الأشجار قادمة
كجيوش ليل حولها قلل
وأنا على الكرسي مقعدة
في ساقها يسترسل الشلل
أوجست خوفاً والقلوب لها
في لحظة خوف سيرتجل
أترى سأنجو والوحوش لها
حولي اشتها بالبؤس متصل ؟
والخوف والأحزان وافدة
تأتيك مما أنت تختزل
فإذا أذنت لها على وجل
دخلت جواك وسيطر الخلل
حاولت قتل مخاوفي بيدي
حاولت أركلها ولا بطل
و إعاقتي كادت تمزقني
فبها شقائي حسبما عقلوا
وأنا أريد ككل مرحلتي
تحقيق ما أصبو وأقتتل
وأرى بأن إعاقتي عرض
وبأن حلمي هين سهل
نور بدا في داخلي ونما
واستيقظ الإصرار والعمل
كان الضياء يزيل حالكة
من داخلي ويُبَدَّد الخجل
ونظرت كان الظل يخبرني
أن التفاؤل فيّ ينتقل
ورأيت أني صرت راقصة ال
باليه في الميدان أنفتل
وأدور في الأرجاء مسرعة
وعلى الأصابع سلطن الغزل
رحلت جذور الخوف من خلدي
رحلت بغابتها وم أصل
لما صنعت تفاؤلي وأنا
أرنو إلى حلمي وأحتمل
لم أصح من حلم سأصنعه
سأظل بالأفراح أ تصل
و من الإعاقة بدء ملحمتي
نحو النجوم ليشرق الأمل
==========
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق