الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الصباح في العدين _بقلم الأديب اليمني /نجم الدين الرفاعي


 الصباح في العدين… حين تتوضأ الأرض بالندى

هناك، حيث تبدأ الحكاية بخضرةٍ لا تُقاوَم،

في العدين، تنبض الحياة من شرايين الأرض،

وتتنفس الحقول كما لو أن الله نفخ فيها للتو نسمةَ خَلق.

في وادي الدور، يسير الماء على مهل،

كأنه لا يريد الوصول،

بل يريد فقط أن يُداعب العشب، ويغازل جذور البن،

ويمسح على خدّ التراب كأم تمسح دمعة طفلها الوحيد.

وادي عنه...

ليس واديًا فقط،

بل ذاكرة خضراء تمشي،

تسير على قدميها وتُوزّع الحياة على المارة،

أشجار تنحني برفق، وكأنها تصلي للصباح،

والعصافير تُلقي خطبها الأولى،

من على منابر الندى، لا السياسة.

الضوء لا يُشرق هناك،

بل يُولد من رحم الشجر،

يتسلل من بين أغصان المانجو،

ويسقط على جدول صغير كأنه قصيدة لم تُكتب بعد.

كل شيء هناك يولد طبيعيًا:

الرائحة، النور، النسيم، حتى الأصوات.

لا ضجيج، لا شقوق في وجه اللحظة،

كل شيء سريالي…

كأن العدين حين تصحو،

تصحو بها الأرض كلها.

تخيل أنك تمشي على أطراف الحلم،

ويوقظك جدول صغير يقول لك:

"هنا لا حاجة لأن تبحث عن الجمال،

فهو الذي يبحث عنك."

بقلم : نجم الدين الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصباح في العدين _بقلم الأديب اليمني /نجم الدين الرفاعي

 الصباح في العدين… حين تتوضأ الأرض بالندى هناك، حيث تبدأ الحكاية بخضرةٍ لا تُقاوَم، في العدين، تنبض الحياة من شرايين الأرض، وتتنفس الحقول كم...