الجمعة، 5 ديسمبر 2025

هذا الصباح لم يبدأ حين أشرقت الشمس _بقلم الأديب اليمني/نجم الدين الرفاعي


هذا الصباح لم يبدأ حين أشرقت الشمس،بل حين انتبه قلبك أنه ما يزال قادرًا على الدهشة.

الصباح الحقيقي ليس في الضوء… بل في يقظةٍ خفية تحدث داخلك كما لو أن شيئًا فيك يقول:

“كنتُ نائمًا فيكَ، والآن أستيقظ.”


في هذا الصباح،

تشعر وكأن الله يمرّ فيك مرور النسمة:

لا يُرى، ولا يُمسّ،

لكنّه يغيّر ترتيب العالم في الداخل.

يعيد الأشياء إلى مقاماتها:

الخوف إلى حجمه،

الرجاء إلى صدقه،

والألم إلى مهمته… لا إلى سلطته.


الصوفيّة ليست أن ترتفع،

بل أن تنزل إلى أعماقك دون خوف،

وتكتشف أنّ تلك العتمة التي هربتَ منها طويلًا

كانت نافذةً أخرى للضوء…

ضوءٌ لا يأتي من السماء، بل من نقطة صغيرة في صدرك

عرفت طريقها قبلك.


هناك لحظة في هذا الصباح

لا تشبه أي لحظة مرّت عليك:

لحظة تقول فيها لنفسك بلا صوت:

“أنا لست ما حدث لي… أنا ما اخترت أن أفهمه.”

ومن هُنا تبدأ الحرية الأولى…

حرية الداخل، التي لا يمنحها أحد ولا ينتزعها أحد.


اليوم، دع الأشياء تكون كما هي…

لا تُكثّف الدعاء،

ولا تُجهد الفكرة،

ولا تُطارِد المعنى.

المعنى حين يُطارد يختبئ،

وحين يُترك يجدك في اللحظة التي تتخفّف فيها من طلبه.


في هذا الصباح،

كن مجرّد شاهد:

شاهد على مرور الله فيك،

على ارتباكك النبيل،

على صراعاتك التي ما عادت تهزمك بقدر ما تعرّفك بنفسك.


وقل بقلبٍ يعرف مكانه:

“اللهم اجعلني منسكبًا نحوك،

لا ثابتًا، ولا هاربًا، بل متحرّرًا من نفسي إلى نفسي.”


هذا صباح لا يشبه غيره…

لأنك أنت الذي تختلف اليوم،

لا الصباح.

صباحك أنت .

بقلم : 

نجم الدين الرفاعي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وحدك_بقلم الشاعر /سامي حسن عامر

 وحدك معك أيقنت انه لا مستحيل لن يزورني الخوف ستطمئن عتبات دياري وترتعش الثياب من تلك الأكف يا طعم الحب في عمري وآخر ما باحت حروف القصيدة يا...