الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

صباحاتنا في هذا الواقع _بقلم الأديب اليمني/ نجم الدين الرفاعي


صباحاتنا في هذا الواقع لا تولد من رحم السماء انها تتدحرج من بين أصابع الوقت مثل حجرٍ مبلّل بالمطر، لا يلمع… ولا يغرق،

فقط يسقط على الأرض

ويستقر حيث انتهى.


صباحات بوجهٍ شاحب

لا تعِدُ بشيء،ولا تتعهد بفتح أبوابٍ موصدة منذ زمن.

 صباحات تستيقظ بكسلٍ ثقيل،

كمن يزيل الغبار عن آلةٍ لا تعمل

لكن يجب تنظيفها على أي حال.

الطرقات تمشي وحدها،

والناس يجرّون خطواتهم

كما لو أنهم يسحبون خلفهم أيامًا لم تكتمل.

وجوهٌ لا تنظر إلى السماء

فليس في السماء خبرٌ جديد

ولا في الأرض متسعٌ لدهشة أخرى.

كل شيء معلّق كالملابس المنسية على حبل غسيلٍ

لا تأتيه الريح.

ومع ذلك

تستمر الصباحات في الحضور

بالعناد ذاته، كأنها تريد أن تقول بلا صوت:

لسنا حلًّا…

لكننا الواقع الوحيد المتاح الآن.


فانهض،

ليس لأنك متفائل،

ولا لأنك تنتظر حدثًا يعيد ترتيب الفوضى،

بل لأن الوقوف

هو الشكل الأخير للكرامة

حين لا يبقى شيء آخر يستحق الاندفاع نحوه.

صباح الفرج من الله والعون منه والانصاف المنتظر فهو العدالة الوحيدة المتبقية لنا  

بقلم : 

نجم الدين الرفاعي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياد الروح بعد العاصفة _بقلم الأديب اليمني نجم الدين الرفاعي

حياد الروح بعد العاصفة الفقد ليس اختفاء أحدهم من مسرح الحياة… بل اختفاءك أنت من ذاتك بعده، دون أن تشعر. أن تستيقظ كل صباح في جسدك، لكنك لا ت...