الأربعاء، 12 مارس 2025

الكذاب _بقلم الشاعر السوري / د. جميل أحمد شريقي


الكذَّاب

خفيفُ الظلِّ يعملُ في الزوايا 

     عديمُ الحسِّ من سوءِ النوايا

يجيدُ الحلفَ كي ينجو بذنبٍ

              و يَزعمُ أنّهُ خيرُ البرايا


مُهانٌ يبتغي بالكذبِ عِزَّاً

              ويحيا عِفةً مثلَ البغايا

يُجمِّلُ نفسَهُ بالكذبِ دوماً

        وتخدعُهُ المكاسِبُ والمرايا


يسيرُ على خُطا الشيطانِ حَذواً

      ويمتهنُ الخطيئةَ في التكايا

سريعُ الغدرِ للأصحابِ دوماً

       ويحلفُ ما أساءَ إلى الرعايا


لهُ وجهانِ وجهٌ مُستعارْ

      ىبهِ يحتالُ او يُخفي الرزايا

وَ وجهٌ ليسَ يُظهرُهُ بتاتاً

       و آخرُ مَن يراهُ همُ الضحايا


يميلُ إلى النميمةِ باقتدارٍ

          ويسعى بالخرابِ وبالبلايا

وكم يغتابُ ظلماً من أناسٍ

      وكم خربَ البيوتَ وكم تعايا


بُليتُ بمثلِهِ في خيرِ دارٍ

         وذقتُ المّرَّ حينَ نوى أذايا

ترخَّصَ في اتّهامي وهوَ غرٌّ

          فلم أحفل بهِ فمشى ورايا


وراحَ يصوغُ لي تُهَماً وقُبحاً

        وفي وجهي يُقابِلُ بالتحايا

وطبعُ الكذبِ أن يَنهارَ لمّا

          يرى صدقاً تلألأ في رؤايا


بنى الكذَّابُ قصراً من أمانٍ

    وعاشَ الوهمَ في زعمِ الحكايا

وحينَ صحا رأى في الكفِّ قيداً

   رأى الغرماءَ قد شحذوا المَدايا


هو الكذّابُ يُفتي دونَ علمٍ

        ويزعمُ صحبةً ويرى قضايا

وما عرفَ الهدى في ايِّ دربٍ

          ولكن تاهَ في وهمِ الهدايا


لهَ في ساعةٍ ألفا قناعٍ

     و مليونانِ من عكسِ السجايا

ويحلفُ بالمقدَّسِ من كتابٍ

       بلا شرفٍ ويرتعُ في الخفايا


وللكذّابِ ناصيةٌ وشكلٌ

     وشكوى تحتسي دمعَ الصبايا

ونظرةُ ثعلبٍ و مُواءُ هِرٍّ

          و صولةُ جائرٍ  وبُكا سبايا

بقلمي 

د.جميل أحمد شريقي 

تيسير البسيطة 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا ما الحزن بقلم الشاعر / نعيم البرغوثي

 إذا ما الحزن خيّم في بلادي .......أقدّ الفرح من عتم الليالي إذا ما غاب بدرٌ من سماها .......ملأنا الدرب وهج لا نبالي نعبّد من أنين الجرح در...