الجمعة، 13 ديسمبر 2024

أمي _بقلم الشاعرة التونسية / سماح وسلاني الخطاطة


 أمي

كــــان  رحيلك  دام  مُـــــــدم  مُفـزع

و القلب قبل العين عليك  يـــــــــدمعٓ 

و صوتك   عنّـــي غــــــــاب لا  يُسمع

دونه مـــــا وددت دونكِ أن أسمــــــعٓ

كيف لي أن أصدق ، كيف وأن اقنـــعٓ

حُزنا بات علقمـــــا مرًّا  له  اتجـــــرعٓ

لمن  سأشكــو و لمن سوف  أُُهـــــرعٓ

غيابك شج ضلوعي أوصـــــالي قطّعٓ

أسرعت إليك أرجـــــو  و لك  أتــذرعٓ

لكن المــوت كــــــان منّي إليك أسْرعٓ

شُلتْ أنفـــــاسي قدميّ كذلك الاذرعٓ

أبكيك عسى صوتي منك أنْ يُسمـــعٓ 

أتوسل بدمع أحرق منّي  المدمـــــــعٓ

و أدمى الفــؤاد رحيلك  له و أركــــعَ

في آناء  الليل اشتاقك  و الـــــــوجعٓ

وصل الصبح الليل بســـــواده و قبعٓ

ارتـــوى من ســـــواده ، سوادا تشبَّعٓ

كأنما النُّور  مضى ..  و لــن يطلـــــعٓ

اسود  يومي و يوم تلاه و مــــا يليه

كلّها بالسّــــــواد تلحفت سوادا مُقذعٓ

ايأتي صُبح و قد أفل نـورك  و انقطع

ملاذ ضيقي عندك هو  لي و المخـدعٓ

وغصّ حلقي بحرقة الـــوداع المُوجع

وإنّي بعد هذا العمــــر منك لم أشبـــعٓ  

عـــودي لبعض الــــــوقت لأضمك إليّ

قبل  أن  يُقبل المـــــــــوت  و  يشرعٓ

قبل الفـــــراق  و رحيلك لي أن يَفجعٓ

كانت الدنيــا معك أمي أرحب وأنصعٓ

لكنها بعدكٍ صارت أقسى عليّ و أبشع

و شاء القدر برحيلك بغتة أن أُفجـــعٓ

اشتــــاق صوتك يناديني اليك  اتطلع

لما تركتني الى لقائك ارنو و اتطلـــــعٓ

لما تركتني فريسة لحزن مُضنٍ موجعٓ

أمـاه فراقـك ادمـى قلبـي دمــا أدمــعٓ

بعدكٍ الــــدنيا لا شيء فيها ظلٌ ممتعٓ

كنتٍ جنة حيــاتي ونورهـــا  الســاطعٓ

استحالت بعدكٍ جحيما بالحزن مُتـرعٓ

والدنيا على رحبها ضاقت لي لم تتسعٓ

بما قدر لي رحيلك الذي له  لم أتوقـــعٓ

تمنيتك جواري لكن القضاء حان و وقعٓ

ليتك وليت لي ما وددت من الله طمـعٓ

وفي رحمتـــه رجاءً عنده لك استودعٓ

لم ترحلي فذكرك في قلب عليك جزعٓ

حتى الممـــــات ذكرا  باقٍ لــن ينقطــعٓ

بقلمي سمـــاح وسلاتي الخطاط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسنا صغار على الحب _بقلم الشاعرة اللبنانية /ريتا كاسوحة

لسنا صغار على الحب   من  الروح للروح  إطمئن يا قلبي  لاتقلق  لن يموت الحب فيك  مهما بلغت من العمر  فالحب ليس له عمراٌ أو كلمات تكتب او تق...