الجمعة، 29 نوفمبر 2024

وطني _بقلم الشاعرةاللبنانية/ منى رفيق بولس

وطني

منى رفيق بولس 

لبنان


" وطني يا جبل الغيم الأزرق

يا قمر الندي والزنبق "

أنت يا من غنّتك فيروز 

وكتب عنك ولك الأخوان رحباني

وكبار أدبائك ومبدعيك، من جبران خليل جبران إلى سعيد عقل مرورًا بكثيرين وإلى كثيرين.

وصفحات تاريخك تشهد على أبنائك الذين جابوا العالم، وزرعوا اسمك وعلمك وأرزك على قمم الحياة.


هل أُنزلت اليوم عن صليبك لتعود إلى الحياة أكثر إشراقًا وبهاءً، أنت البلد الصّغير بحجم القلب في جسد الإنسانيّة؟


هل أدرك العالم أنّك كما قال البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني  " أكثر من وطن، أنت رسالة"؟


وهل سيخرج أبناؤك من محنتهم وهم يمسكون بك كمن يمسك بأغلى ماسة في الكون؟


وهل سيدركون أنّ الحياة أعظم من الموت؟ وأنّ الإنجازات تكون في الحياة لا في الموت؟


وهل سيقفون وقفة نقدٍ ذاتيّ عميق، يستعيدون فيها هويّتهم ومداركهم وتعلّقهم بأرضهم وحرصهم على عزّة هذه الأرض دون غيرها؟


وهل يستشعرون وجع خسارتهم كبارًا مرّوا، وصغارًا تليق بهم الحياة، ويمتدّ أمامهم العمر لكنّ رحلتهم لم تسمح لهم بتذوّقه؟ 


وهل سيعيش في وجدانهم، وإلى الأبد، هذا التّكاتف الوطنيّ العظيم زمن المحن المروعة، ليبنوا وطنا فيه شعب واحد، بقلب واحد، بانتماء واحد، يدهش العالم؟ 


لبنان الصّغير أرضًا، الكبير بأبنائه يحتاجنا الآن أكثر من أيّ وقت مضى لنبلسم جراحه، ونقيمه من كبوته، ونعيد بناءه وطن رسالة، منارة فكريّة وإنسانيّة وإبداعيّة. لبنان الحرف أهدى العالم أشرف الكنوز على الإطلاق، ونحن بعودتنا إلى الحرف ندرك رسالتنا العظيمة التي نعلو بها جبين العالم مهما تكن أرضنا صغيرة.


لنعمل منذ اليوم للسّلام، لنبتعد منذ اليوم عن لغة الحروب، لندرك منذ اليوم أن أعمارنا قصيرة مهما طالت، وأنّنا حين نملأها بالإنجازات الإنسانيّة والفكريّة والإبداعيّة والقيميّة، نعلي وطننا، ونرسّخه منارة للشرق، وملتقى للحضارات، وتربة للإيمان الحقّ القائم على المحبّة والرّحمة.


عسى تنقلنا هذه المحنة البشعة، وهذا الكابوس الرّهيب من ضفّة الموت إلى ضفّة القيامة بالمجد والعظمة لوطن الأرز الخالد.

                                           منى رفيق بولس

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسنا صغار على الحب _بقلم الشاعرة اللبنانية /ريتا كاسوحة

لسنا صغار على الحب   من  الروح للروح  إطمئن يا قلبي  لاتقلق  لن يموت الحب فيك  مهما بلغت من العمر  فالحب ليس له عمراٌ أو كلمات تكتب او تق...