الثلاثاء، 28 مايو 2024

بيني وبين أمي _بقلم الشاعر المصري/ محمد تمام حسن


 بيني و بين أمي 

.. .. .. .. .. .. ... 

 دموع أمي تخبركم 

 بأن قصتي انتهـــت !!

 و أن ربيع عمري .. قد صار خريفا !!

... ... .... .... .... .... 

 آه منك أيتها الدمـــوع السخية 

 آه .. و ألف ألف أأأه  ..

 يا نهرا للحزن لا شط له

 لله در قلبي و روحي و كل كياني 

... .. ..... ...... .... 

 منذ طفولتي و أنا يتيم التجربة 

 أخاف العيون التي تقرأني جهرا .. 

 أو تحاكيني سرا ..

 قلبي أوصدت بابه

 و حصنته ضـد كل العيون   !!!

 حتى أتت هي و الضيــاء  ..

 دونما أدرى رغما عنى 

 فر قلبي إليها

كطير إلى عشه في المساء !!

... .... ....... ...... ..... 

 ياااه .. كلما أذكرها أبكى

 لي من ذكراها ألم 

 و طيف ما أقسـاه .. 

 و هي إن ذكرتني .. ضحكت 

 و راوغت في تفاصيل تدميني !!

 عشت لها و بها أمدا  .. .. ...

 و أوقفت عند هدبيها ساعاتي و سنيني .. 

 حتى شق سهم غدرها قلبي و روحي

 و مازال يشقيني .. !! 

... ..... .... .... .. 

 كنت إذا سمعت منها ( نورسي)

 تتراقص الدنيا فرحا و طربا في عيوني

 و تخضوضر الأرض اليباب 

 و يورق الشجر .. .. 

 و تزهر حقول الفل و الياسمين !!

 الله قد منح قلبي كل الفصول فصلا واحدا ..

 ما أجمل الربيع حين يأتي في غير أوانه !!!

 فيرقص قلبي يشدو نغما عذبا يداعب النسيم  .. ..

.. ..... ...... ..... ..... ...... .....

 آه .. لو تدرى ما أنا فيه الآن 

 لو تدرى كيف دمرتني 

 كيف حولتني إلى سجين للأحزان

 لو تدرى عذابات أمي 

 كل صبح بدموعها تواسيني

قائلة  :كفكف دموعك النبيلات 

 أنت سحابة في السماء

 ترى هل يضر سحابة السماء

 نباح على الأرض ؟؟!

 ــ أجل يا أمي .. يضرها

 لأن قلبها من مطر و دموع 

 و أنات و حزن لا يهدأ .. .. 

 ــ يا ولدى : قلبك نبض إحساسك

 و دموعك (نورسي) صدق إيمانك 

 ــ أماه .. .. لا تذكريني .. بالله لا تذكريني  ..

....................

 ــ ولدى : أنت ما نسيت 

 كي أقولها فتبكيها ..

 ولدى : .. .. .. 

 ولدى : هـات يدك ..

 عاهدني  .. .. 

 عهد ابن صادق العهد لأم حزينة ..

 عاهدني .. كلما مر طيفها بخيالك

 أن تذكرها و تبتسم .. !!! 

.... .... ..... ..... .... 

 فابتسمت لوجه أمي 

 ابتسمت .. .. 

 ثم تركت يدها ..

 و وقفت 

 و ملءُ عيني الدموع .

............................

محمد تمام حسن .. مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الأنين _بقلم الشاعرة / مارينا أراكيليان أرابيان

 في الأنين يا عنفوان الحرف  شامخ شموخ القليب يا ضمير حي  أوهج عساه يُنَار الدرب يا دموع نازفة  سالت علی الخد الرحب  أروي أرضا انهكها القحط  ...