قطرات الندى
===========
حلمُ الغصونِ مع الجفافِ تبدَّدا
والقحطُ حلَّ فما سواهُ على المدى
والطيرُ يختزنُ الأسى فغناؤه
مرثيةٌ بين التباكي والصَّدى
والأرضُ شقَّقها الجفافُ فلا حَيا
يروي خدودَ الأرض غازلَها الردى
واصفرَّتِ الأوراقُ من أوجاعِها
وتلاعَبَت فيها العواصفُ كالعِدا
والجذعُ شاخَ من الهمومِ فمالهُ
غيرُ النُّواحِ على زمانِ المبتدا
والنبتُ كالطفلِ الرضيعِ بلا غذا
مالَت به الأشواقُ صاحَ بلا هدى
يرجو ارتضاعَ الريِّ من وكَّافةٍ
غابَت فما عاد الحنينُ سوى سدى
نامَت من الألام مثلَ مُدَهدَهٍ
كلُّ الروابي باهتاتٍ كالصَّدا
ومع الصباحِ أحسَّت الأغصانُ في
أكتافِها برداً تلألأَ مُنشِدا
والطيرُ والدنيا وكلُّ مولَّهٍ
والعشبُ كلٌّ في الطبيعةِ قد شَدا
ماكانَ غيثاً أو حَيا أحيا الدُّنا
لكنَّها حبَّاتُ قطراتِ الندى
جاءَت مع الفجرِ الجميلِ بطيبِها
فاستيقظَ الأملُ الدَّفينُ وغرَّدا
==========
بقلمي
جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق