أمّا بعد
===================
منذ كنت صغيراً كان لدي شغف في فن الكتابة خاصة عندما قرأت ذات يوم عبارة تقول بأن القلم سلاح موجه لمواجهة التخلف والجهل والأنانية وكل أنواع الفيروسات البشرية ..
ولكن كل يوم يمر في حياتي أكتشف بأن ما آمنت به كان مجرد وهم ليس إلا ..
أمثلة كثيرة سآتي بذكر بعضها في مقالي هذا
ها نحن كتبنا وكتبنا حول ماجرى في غزة ماذا حدث لا شيء
إنها لعبة الأمم ...يخططون في داخل الغرف المغلقة ويقررون ماذا هم فاعلون ونحن العرب للأسف لا نملك سوى مجرد عبارات خجولة مصدرها
ممن منحوا الضوء الأخضر لتلك العمليات ...اقتبس
وها نحن نكتب عن أهم القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تمس الإنسان.. بكل بما تعنيه هذه الكلمة من معنى إنساني وحضاري ضمن واقع مأساوي ...حيث تخطت نسبة الفقر في بعض الدول أرقاماً خيالية بينما استفادت نسبة كبيرة من المتاجرين بالأزمات في ظل الأوضاع الراهنة بتحقيق أرباحٍ طائلة بدون أية مساءلة والكثير منهم يقومون بصرف أموال طائلة في المنتزهات والسهرات الليلية الخاصة لكن عندما يقرؤون خبر عن عائلة منكوبة أو إنسان بحاجة لإجراء عملية أو بحاجة لمبلغ لدفع مستحقات أجار يأوي به عائلته نسمع مجرد عبارات خجولة
حسبي الله ونعم الوكيل ووووالخ من العبارات التي تعبر عن التضامن المعنوي نعم هذا جيد ولكن هل التضامن المعنوي سيأوي عائلة لا تملك مسكناً أو تجري عملية ووووالخ.
نعم نكتب و لازلنا نكتب
ماذا حدث لا شيء الجميع يقرأ ويتفاعل بأجمل التعليقات بدون أي مبادرات حقيقية على أرض الواقع يستفيد منها الفقير الذي لا يملك حتى قوت يومه
نقول مثلا
عندما نرى امرأة مسنة تحمل أكياسا كثيرة ولا تستطيع السير بها هل كلمة حسبي الله ونعم الوكيل كافية هي طبعا جملة جميلة ورائعة ولها معنى سامي ولكن ما أجمل العبارات الرنانة التي نتملكها بدون أن نكلف أنفسنا عناء القيام بأي مبادرة حقيقية من خلال المبادرة بتقديم المساعدة الفعلية الفورية بأن يتطوع أي إنسان متواجد على أرض الحدث بعمل إنساني بحمل تلك الاكياس عن تلك المرأة المسنة ...
نعم أيها السادة
سيأتي اليوم الذي سوف يسأل فيه الجميع عن أفعاله وأعماله
يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من عمل صالحا.
الأديب محمد ديبو حبو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق