هل من مزدجر
أعلمتَ أنذلً من عميلٍ ساقطٍ..
وضع القناع على الجبين المنكدر
بَلغَ السفالة والرذالة والغِوى..
وبصدره يجثو ضميرٌ مستترْ
ليلا نهارا لا يفارق كنهَهُ..
فهو الحقير المستكين المنكسرْ
يطفو على بحر القذارة كيف لا..
وهو الذي مدَّ الكيان المحتضرْ
وتبرأ المأفون في جلبابه..
من قومه ذاك الدعيّ المفتخرْ
تركَ المروءة والحميّة وانبرى..
للجاهِ والسلطانِ ذاك المندثر
هل في دماه عروبةٌ منحلةٌ..
أم في العروق رصاص غدر منصهرْ
يا أيها الراعي فجور المعتدي ..
أين الحياءُ وكلُّ أمرٍ مستقرْ
من نام عن قتل الطفولة مجرمٌ..
ويداهُ غارقتان في وحل قذرْ
ويمدّ للطغيان عونا في الخفا..
مما يؤجج في اللظى ما ينفجرْ
انظر لغيّك هل ترى من غاية..
إلا سعارَ القتلِ ذاك المستعرْ
لكنما يُؤتون من أفعالهم..
ذاك الهباءَ وكالهشيم المنحظرْ
أما بساح الموت ساحات الوغى..
إن الأشاوس كالجحيم المنهمرْ
عصفُ المنايا بالجنود كأنه..
طوفان بحر والعدو سيندثرْ
هذا زؤام الموت يحصي جندهم..
كم من عميلٍ جانحٍ أو مزدجرْ
راياتُ غزةَ في العلا لواحةٌ..
والجمعُ جمعُ المؤمنينِ لمنتصرْ
والحكمُ حكمُ الله وعدٌ ناجذ..
وهو النصيرُ المرتجى والمقتدرْ
يا كلَّ خوانِ العروبةِ لا تنم..
هذا أوانك والمصيرُ، ألا انتظرْ
شعر زهير شيخ تراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق