باقةُ وردٍ
*********
يبدو بأنها ستكون ليلةً باردةً
رياح قوية بدأت تلوح بالأفق..
آه ...جسدي المنهك من ضغوط الحياة ومشاكلها يرغبُ أن يأخذ قسطاً من الراحة.
سأذهب إلى تلك الأريكة القديمة في طرف الشرفة ذات الزجاج الشفاف المطل على حديقة الحيِّ .
لم يمض وقت طويلٌ حتى اشتدت قوة الرياح ..ااااه إني أشعرُ بالارتعاش
صَمتَ برهةً ...لدي رغبة بمقاومة ذلك البرد.
قرر سالم البقاء في مكانه رغم تعرضه لموجات البرد القوية
و استسلامه لموجات الارهاق والتعب والتوتر... ألزمه الصمت وعدم التراجع عن أي حراك...
يا إلهي ...أشعرُ وكأني مقيد وأن عيناي فقط هي التي تتحرك ...هل أثقلني التعب حتى غدوت ككوكب لا يغادر المجرة..
أيضاً .... انقطعت الكهرباء لقد خيم الظلام !!!
يجب ان انهض و أجلس في الداخل ...أشعر
بأنّ أحداث اليوم تبدو غريبة..
لا يزال جسدي مع كل هذه المعطيات يأبى أن يتحرّك...
خيم السكون على المكان و هدأت الريح وصور أحداث شقاء هذا اليوم بدأت تتوافد على هيئة صور مخيفة كأنها أشباح تريد ان تنقض عليه ...
يا إلهي ماذا فعلت لكي أعاني ما أعانيه !! كل مافي الأمر أني منحت ثقتي لأشخاصٍ لا يستحقون
فإذا بالمشاكل بدأت تهطل عليّ كزخات المطر من كل حدبٍ و صوب ...
بقي سالم على تلك الأريكة الصماء إلى بزوغ فجر يوم جديد عندما طرق الباب..
كانت هي ...ملاكه الجميل
تقف بالباب و تحمل قلبه معها وباقةً من الزهور لتمنحه بقعة ضوء في عالمٍ مليءٍ بوحوش بشرية...
أعلن سالم عندها ثورته على جسده المتعب وتأزر بالأمل وقرر عدم الاستسلام لموجات الإرهاق والتعب والتوتر ومقاومتها بكل ما يستطيع.
فمن أجلها فقط يبقى وجوده وتدوم إبتسامته في هذه الحياة التي لا معنى لها إلا بوجودها معه .
الأديب محمد ديبو حبو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق