- نيساني -
القر من جوف الدجى متمكن
هو والهيام معا علي يدان
ألقاهما بمحبة ، وتسامح
لكن بما حاذرت يبتدراني
فرؤاك أول ما يطالعني به
صحوي عن الغفو النزير،وثاني
أو ما علمت بأن وصلك مأملي؟
في السر أرغبه وفي الإعلان
أنساك!كيف؟أريد هذا إنما
هو كالمحال ، فليس باﻹمكان
فأراك في كل الوجوه العابرات
وفي كؤوس الشاي ، أو فنجاني
في شاشة التلفاز ،في الصحف التي
ساعي البريد بها الصباح أتاني
أنا مفرد لاشيء يشبهني هنا
إلا على رسمي ... الرؤى ألواني
خداك لونهما الورود اليانعات
ولون ثوبك مثل شالك ... قاني
فهبي الهوى ما يستميل سماءه
وصل الشتاء ،وكل شيء ... فاني
مالي يساورني اشتياق جامح
فزمام نفسي ملكه ،وعناني
مدي يدا مغلولة عن وصله
وخذيه بالحلم الرفيق الحاني
أنت الربيع من الفصول جميعها
ومن الشهور ،فأنت لي نيساني
أهوى الحياة ، برغم مابي من أسى
وربيع قلبي ، والهوى يهواني
قد كنت خلوا من مخيلة الهوى
حتى إليك سنا الجمال دعاني
مالي على الهجران من صبر ، ولا
حتى الهنيهة منه ، أو لثواني
الصبح أسفر عن بديع فتونه
يتكلأ العشاق بالتحنان
والطير طول الوقت يشدو صادحا
بروائع الإنشاد ، والألحان
والربوة الخضراء خضلها الندى
والحسن أورق في ضحى البستان
نيسان بي ظمأ إليك ، فضمني
فالحب يزهر في مداك أغاني
والصحو يونق بي رؤى ، ويزفها
مطرا إلى فجر الهوى المتداني
الليل لي مغنى ، وأخلص صاحب
والملهم المثري بديع بياني
ولك الهوى حلف علي ، ولم يزل
والشوق ، والعذال حلف زماني
ماكان هذا الصد منك بوارد
والمطل ، والتسويف في الحسبان
أنت المراد ، وصوب غاد ممطر
والصمت في الليل الرفيق الهاني
حسبي بأنك لاتزال من الدنا
ما سرني ، ومن الأسى أبراني
ماغاب وجهك عن شرود خواطري
وسما محلا من ذرا الوجدان
أنت الربيع من الفصول جميعها
ومن الشهور ، فأنت لي نيساني
بقلمي : سلوم احمد العيسى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق