الأحد، 5 فبراير 2023

أصداء زمن _بقلم الأديب /محمد ديبو حبو

 أصداء زمن 

====================

تربّع على الأريكة القديمة التي تتصدّر غرفة الجلوس ونادى بصوتٍ مثقلٍ بالأسى

يا أم صادق 

يبدو بأنها ستكون ليلةً باردةً

أوقدي النار وتعالي و أجلسي بقربي فلديّ ما أقوله لك ..

أجابت أمّ صادق : آه منك أيها المستقيل العجوز، لديّ عمل ، انتظر حتى أنتهي ..سأكون معك وأتفرّغ لك يا عزيزي ...

حسناً حسناً بانتظارك، عجوز متمردة تشغل نقسها كل الوقت، قالها أبو صادق بصوت خافت.....


وما هي إلا لحظات حتى غرق أبو صادق في بحر الذكريات..

 صور جميلة بدأت تتوالى أمام ذهنه ...رحل معها للزمن الماضي الجميل 

فجأة سمع صوت زوجته أم صادق  

وهي تنادي أبا صادق  ما بك 

كنت معك منذ ما يقارب العشر دقائق وأنت شارد الذهن

أبو صادق آه يا عزيزتي  

بعض المواقف التي أشاهدها كلّ يوم جعلت مني إنساناً سلبياً حتى مع نفسي...

أ تدرين لمَ؟ 

أم صادق باستغراب !! 

لمَ؟؟؟

أبو صادق: إن فقدان الوفاء والضمير والأخلاق 

وانتشار ثقافة الفوضى اللأخلاقية 

والإنحلال الأخلاقي والفساد

أدى إلى شلل عام في ميادين العمل الإيجابي وأنهك العلاقات الاجتماعية الأصيلة  

 وذلك بعدم القدرة على 

متابعة التحديث والتطوير 

والعودة إلى زمن العصر الحجري وكأننا أوزار ضميرٍ صادقٍ نحمله بين طيات صدورنا !!!

لذا منحت لنفسي استراحة 

عدت فيها للزمن الماضي ...

إلى زمن الوفاء وأصحاب الضمائر الحية 

آه يا زوجتي العزيزة 

أتمنى لو يعود بنا الزمن للوراء

حيث الطقوس والعادات 

الجميلة عندما  كنا نجتمع على المحبة والتآخي ...

أما الآن فقد فقدنا اللقاءات العائلية وحتى مع الأصدقاء 

حيث احتلت مواقع التواصل الاجتماعي 

موقعها الاجتماعي وأصبح الإنسان مصاب بالإدمان 

ضمن إطار البيئة الاجتماعية الافتراضية 

أم صادق : 

زوجي العزيز 

أ تدري ماذا فعل كلامك بي ؟؟ 

ماذا ؟ فتح جروحاً كأنها خنادق عميقة ...

نعم صدقتي .. 

إن روحي تمطرُ ألماً، لهذا سأحضر القهوة لي ولكِ 

الأديب محمد ديبو حبو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وشادية _بقلم الشاعر / رشيد الخزرجي

 وشَـادِيَةٍ لها منّي سلامُ              وتقديرٌ وحُبٌ واحترامُ تَجُودُ بِصَوتِها كالغيثِ دَومًا!       وَهَلْ كالغيث إنْ ظَمِئَ الأنام؟  له...