حلم لم يتحقق
*****
كم كنت أحب الشعر
لأنه يبعدني بأحاسيسي
عن هذأ العالم
وينقلني إلى عالم آخر
ليس له وجود
سوى في خيالي
ولا يمكن لأحد
اختراقه سواي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كنت تارة في تأملاتي
أتخيل نفسي
أركب حصان عنترة
مخترقة الجيوش المعادية
دون أن يمسني أحد
وتارة أتخيل نفسي
مع الحمداني في أسره
يشكي همه لليمامة
وتارة أحرر الأراضي
المغتصبه مع سميح قاسم
وتارة أذوب عشقا
مع أحمد شوقي
فالشعر بالنسبة لي
مدنا أخترقها
وحياة جديدة
أعيش تفاصيلها بمخيلتي
وأنسى فيها ماحولي
ولكن دراستي وعملي
كانا حائلا لمتابعة هذه الهواية
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ومرت السنين
ومع دخولي الجامعة
وقبل انهاء دراستي
تزوجت وظننت أني
في هذه المرحلة أستطيع
أن أتابع هوايتي في القراءة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عندما فكرت مرة أن
أقرأ لزوجي بعضا
من الشعر
أمسك بالكتاب ورماه جانبا
قائلا لي باستنكار
هذا ليس وقت للشعر
كان يجدر بك أن تقرئيه لي
في وقت الخطبة
،،،،،،،،،،،،،،،،،
ومرت سنة
وأنا أحاول أن أجد الوقت
الكافي للقراءة
ولكن عبثا وفي مرة
وكنت وحيدة
وقد سافر زوجي
حاولت أن أقرأه
ولكن صرخت من الألم
كانت نتيجة الصرخة
ولادة ابني الأول
وأنهيت دراستي الجامعية
وبدأت أدرس في المدارس
وأهتم بتدريس أولادي
وأنا مازلت لا أستطيع
أن أتابع قراءة هذا الكتاب
الذي شدني منذ سنين
وتوفي زوجي
وسافروا أولادي
وبقيت وحيدة
وكلما حاولت أن أمسك
بيدي هذا الكتاب لأقرأه
وقد أصبح لدي الوقت
الكافي لقراءته
أذهب في خيالي
لذكريات أليمة موجعة
مرت بي فأرى نفسي
وبلا شعور أغلقت صفحاته
وبدأت دموعي تنسكب
على وجهي بغزارة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أنظر إلى هذا الكتاب
وأنا أخاطبه بألم
إلى متى ؟؟
يحين الوقت لأقرأك ؟؟
هل كنت أنت أيضا
وهما لي وسرابا ؟؟
أم أنك ستبقى حلما
في خاطري لم يتحقق ؟؟
وسألفظ أنفاسي الأخيرة
دون أن أقرأك !!!
من مذكرات امراة
بقلم
رجاء المولوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق