الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

جرائم الورد /الاستاذ مصطفى الحاج حسين

 * جرائمُ الوردِ.. *


        شعر : مصطفى الحاج حسين. 


أيّتها الوردةُ الشّقيَّةُ

تماديتِ إلى حدٍ 

لا يغتفَرُ 

كلَّ يومٍ تتسلَّلِينَ إلى مخدعِ حبيبتي

تسرقينَ بعضاً منْ شذاها

وتنسبينَهُ إليكِ

لِتُباهي بِهِ

أمامَ الفراشاتِ

والضّوءِ

والنّدى

وتنهداتِ العاشقِينَ

صمتُّ عنْ فعلتِكِ كثيراً

قلتُ :

- إنكِ وردةٌ مشاغبةٌ

طائشةٌ

لا تقدِّرُ العواقبَ

لكنّ النّسمةَ أدمنتْ رائحةَ حبيبتي

فالصباحُ بدأَ يخفقُ قلبُهُ

والضّوءُ طابَ لَهُ المقامُ

والنّدى امتلكَ الجُرأةَ

والسّماء راحتْ تهتمُّ

والقمرُ اقتربَ من الأرضِ أكثرَ

والسّحاب أرسل رسائلَهُ

 وارتعشت شِفاهُ الفراشاتِ

وورقُ الشجرِ كتبَ الشعرَ

ماذا فعلتِ أيّتها الوردةُ المستهترة؟!

أنفاسُ حبيبتي افتُضِحَتْ

وعرفها القاصي  والداني

ووصل  الأمر إلى رذاذِ البحرِ

فأخذتِ الأمواجُ تصطفِقُ

برعونةٍ وشبقٍ

أيتها الوردةُ المحتالةُ

توقَّفي عن حماقتِكِ

قسماً أقدِّمُ بحقكِ الشَّكوى 

ما عاد الأمرُ يُسكَت عنهُ

تجاوزتِ حدودَكِ

وصرتِ تستحقِّينَ العقوبةَ.


            مصطفى الحاج حسين.

                   إسطنبول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وشادية _بقلم الشاعر / رشيد الخزرجي

 وشَـادِيَةٍ لها منّي سلامُ              وتقديرٌ وحُبٌ واحترامُ تَجُودُ بِصَوتِها كالغيثِ دَومًا!       وَهَلْ كالغيث إنْ ظَمِئَ الأنام؟  له...