الأحد، 25 سبتمبر 2022

عفوا لن اعتذر / الاستاذ عصام الديم محمد احمد

 عفوا لن أعتذر

لمن أعتذر ولماذا؟

للجنة التحكيم.

سيدي فاقد الشيء لا يعطيه.

أتسبهم ثانية؟

أنهم أساتذة في تخصصهم.

ثم ماذا؟

نصك ضعيف.

ربما!

لذا لزم عليك الاعتذار.

أتصدق فيما تقول؟

لا أحيد عن العدل.

أغلقت البريد الإلكتروني،لأتخلص من الضغط العصبي،أنهي الحوار الذي لا طائل يرجى منه.

ضاقت أنفاسي فالغرفة تطبق على صدري،الأشباح تومض،كأنني انتقلت لعالم هلامي،لا شيء فيه ثابت.

تهاجمني أصوات عهدت أصحابها منذ زمن سحيق،أكثرهم جهورية يعظ:

لا تعتذر وأن منحوك تاج الأمارة.

والله يا دكتور ذبل قنديلي.

فكر جيدا؛ألم أعلمك تحليل الجزئيات لفهم الصورة الكلية؟

أفن فؤادي.

لا تستحلب الهزائم،فللمرارة طعوم مسكرة لحفز الشهية،والعثرات التي لا تقوي مجرد وهم.

أشعر وكأنني ثاكل.

دعك من الخزعبلات؛لا حظ أن الناقد الرامي أطلق جميع سهامه على نصك،ألصق به كل نقيصة فنية.

بالفعل هذا ما حدث ،ولكن ما الجديد؟

امرأة خلف الصورة تحرك الدمى بخيوطها.

العلاقة التي تربطني بها تفند ما تدعي.

تنسى دائما؛أتذكر تعليقك الأخير على انتخبت من حكمة؟

نعم..لمحت لومها.

هذه السيدة تؤمن بأنها أميرة الأدب العربي،جميعهم يلتمسون رضاها،بينما قلمك يسخف ما كتبت.

المطلوب الآن تصديق ظنونك.

لا.. انظر لجنسية كاتب المقال.

ينتمي لذات بلدها.

ألم يلفت انتباهك من تصدى لك دفاعا عنه؟

الفائز بالمركز الأول كما أعلنوا.

ألم تحلل تعليقه؟

يسبغ على الناقد آيات التبجيل.

جميل..ألا تعتقد وجود رابط ما بين الثلاثة؟

تيقنت من متانة هذه الوشائج.

هذا سيناريو وربما يكون هناك آخر!

كل شيء جائز؛نشرت القصة بموقع المسابقة الإلكتروني،حذفتها اليوم الذي يليه،فوجئت بالمشاركة.

بالطبع المسئول يدرك أن القصة ينقصها التنقيح.

هذا هو السبب الذي دعاني لسحب القصة،ولكنني قلت في قرارة نفسي:ربما يلمح الآخرون مواطن العوار والقوة،مما يثري تجربتك مستقبلا.

منطق جميل ولكن تذكر أن الجهر بالنصح فضيحة.

ليس في مجال الأدب.

في كل الحقول يا فالح.

غادرني صوت معلم الفلسفة،تهتز حوائط الغرفة،تنكمش، تطرد الفراغ تدريجيا.

ماذا أفعل يا ربي؟

يُمحى الباب،تزول النافذة،تتكسر المرآة المعلقة، تدنو مروحة السقف من القاع، أتشبث بمقعدي،أمست الغرفة مقعدا يحتويني وتمسه الجدر من كل جانب.

تأفل نبرات الاحتجاج:

آه..آه..طُمست معالمي.

تمت بحمد الله

عصام الدين محمد أحمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وشادية _بقلم الشاعر / رشيد الخزرجي

 وشَـادِيَةٍ لها منّي سلامُ              وتقديرٌ وحُبٌ واحترامُ تَجُودُ بِصَوتِها كالغيثِ دَومًا!       وَهَلْ كالغيث إنْ ظَمِئَ الأنام؟  له...