البرزخ
..........Ameen giad
في الفجرِ تقابلنا سراً،
أعطتني حرفاً محترقاً،
حطَّ على كفّينا طيرٌ،
فقامتْ من بينِ الموجِ،
مدَّتْ كفّاً على جسدي،
تمسحُ بَرقَ عيوني،
تمشي كالريح ...
وأرى أفقاً ينامُ بينَ لُماها،
تغسلُ في البحرِ ضفائرِها،
فأرى قمراً مكشوفَ الضوءِ،
يتدلّى مِنْ جهةِ الشرقِ،
وأرى قمراً آخرَ يتموَّجُ مِنْ جهةِ الغريبِ،
تمسكُني بينهما وأصرخ ...
قالتْ : أنا البرزخُ،
قلتُ : أنا ضفتيهِ.
قُمنا..
ووضعنا في البرزخِ كتابَ العشقِ،
فأقسَمْنا :
أنْ نلتفَّ كما الموجةِ كما الروحِ،
على بحرٍ ظلَّ يطاولُ جَلْجَلَتي ،
فيسْجرُنا الماءُ،
في الفجرِ تقابلنا سرّاً
حدَّثني الياقوتُ طويلاً عن شمسٍ تخرجُ مِنْ تحتِ الموجِ،
وحدَّثني عن حَجرٍ يتألَّقُ مثلَ عيونٍ تظهرُ في الأفقِ،
يشعُّ على موجِ الحبِّ ،
ففي رائحةِ الصمتِ يشبُّ الدمع،
أشربُ هذا الدمعَ ..
تظهرُ ثانيةً من بينِ الموجِ،
أراها تمسكُني كغريقٍ،
وتلتفُّ عليَّ بريقاً .َ،
تحلُّ ضفائرها ثانيةً وتطوّقني بحروفٍ اجهلُها
فيشعُّ عقيقُ الخصرِ على كفّينا، ونغوصُ معاً.
أحجارّ تبهرُ جسداً كطيرِ النورِ،
أمواجٌ تتكوَّرُ بينَ الضفتينِ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق