الأربعاء، 27 أبريل 2022

يوميات رمضانية ٤/ الكاتب أحمد محمد الحاج القادري

 الحلقة الرابعة

من رواية ( يوميات رمضانية )

عندما رجعت أنا وخليل من عند الأستاذ جميل ولما وصلنا إلى قريتنا ثم افترقنا ، ذهب خليل  إلى بيته  ، ونزلت أنا إلى وسط القرية واتجهت إلى بقالة حسين لنكمل بقية السمرة ( السهرة ) فوجدت مجموعة من الشباب مازالوا متواجدين في البقالة .

أنا : القيت عليهم السلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )

فردوا جميعا السلام

ثم قال عبود : أين سهرت اليوم !

أنا : اليوم سهرنا عند الأستاذ جميل .

عبود : يعني اليوم ألتقي جرير والفرزدق !

ضحك الشباب ، حتى أنّ بعضهم قال : يمكن حضروا جميع أصحاب قصائد المعلقات السبع ليحكموا بأن تكون إحدى قصائدك ( بحور الشعر والغرام ) الثامنة ، وأصدروا مرسوما بذلك .

فضحك الشباب مرة ثانية للكلام السابق وبداء الغضب يظهر عليّ ، ولكني قد تمالكت نفسي وأخفيته وبقيت  أحتمل كلامهم وسخريتهم  وخاصة من الطبقة المتعلمة  والمثقفة .

فقال آخر : أتصل أحمد شوقي وإيليا أبو ماضي ونزار قباني وعبدالله البردوني وقالوا : سوف يمنحوك شهادة تقدير  من أجل أن تكف عن كلامك الذي تقول عنه شعراً او نثراً او خواطر وتضحك علينا بالشهادات التى تعملها وتصممها أنت وتقول أنها من مجلة أو منتدى أو أكاديمية ، على من تضحك ... 

أنا : في مثل عندنا يقول ( اليمن مقبرة الأترك ) ليس مقبرة الأتراك فقط بل مقبرة للمواهب أيا كانت موهبته .

وقال آخر أيضا : كل يوم تنزل عدة شهادات جديدة على حالاتك بالواتس هههه مات الشاعر عبدالله البردوني وليس لدية ما يأكله .

ثم يضحكون الشباب مرة ثالثة ، فكبحت غضبي من جديد ولم ألقي لهم بال وعدت ادراجي إلى المنزل  وقلبي يشتعل نارا من كلامهم وسخريتهم ، فطرقت باب بيتي وفتحت ابنتي ودخلت إلى غرفتي .

فلحقت بي زوجتي وسألتني :  لماذا ارى وجهك شاحبا وأعصابك متوترة ، هل حصل شجار بينك وبين أحدهم٠ أين سهرت اليوم !

أنا : فأجبتها سهرت عند الاستاذ جميل ، ولما رجعت جلست في بقالة حسين وكان يوجد فلان وفلان وبدؤا يسخروا مني ومن كتاباتي، ثم يقولون :ثم يقولون بأن كل هذا نسخ ولصق وانا أنسبه لنفسي .

زوجتي : إلى الآن لم تعرف أهل قريتك إنهم يسخرون من أي شخص، ٠٠٠لا يستطيعون حتى أن يتفوهوا ولو بكلمة واحدة  .

فكان كلام زوجتي كمرهم وضعته على الجرح فطاب من الألم .

وأثناء حوارنا اتصل أحدهم بي فإذ هو حسين٠٠ولكني لم ارد على اتصاله٠ فكرر الاتصال عدة مرات كذلك لم أجيب ، فبعث برسالة نصية يقول فيها ( لا تغضب من أصدقائك كانوا يمرحون معك ، والله العظيم ) لم أرد على هذه الرسالة .

ثم خرجت من البيت وتوجهت نحوهم ، فاعتذروا مني وقالوا : فقط نحب نمزح معك ، والله والله....    

أنا قلت لهم : ابدا لم أغضب منكم ثم جاءتني مكالمة من زوجتي تقول : أين أنت ؟!

أنا : في بقالة حسين .

زوجتي : لا تعمل مشاكل معهم ، اتركهم وشأنهم ، لأن الطبع غلب التطبع ، ثم أنهت الاتصال ...

أنا : خسارة إنّ القرية فيها مثقفين ومتعلمين وليس لهم دور تربوي وثقافي في المجتمع .

فخرج الشباب يلعبون الدومينو والبعض منهم يلعب الشطرنج  حتى يأتي وقت السحور .

جلست أكتب بداية الحلقة الخامسة وأنظر إليهم أترقب  فهناك فِرق تنتصر وأخرى تخسر بالدومينو ولعبة الشطرنج . 

وبعد فترة قصيرة نهضت أنا والشباب بدون سابق إنذار ونظراتنا إلى الأمام والشرود على وجوهنا ، لا أعرف ماذا حصل لنا والسبب .....

بقلم / أحمد محمد الحاج القادري

٢٠٢٢/٤/٢٢ ميلادية....... اليمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمال حبك _ بقلم الشاعرة السورية / د. سعاد حبيب مراد

جمال حبك وجدت ذلك الماضي  في جمال حبك  وحاضر الحب حروف  يرددها اللسان المعطر  حب قديم كان اللقاء قصير  وحب يتجدد بجمال القصيد ستقرأ يا حبيبي...