إلى عينين...
**
يا جالسة في شرياني
كلما قرأت في عينيك
تورطت فيك أكثر...
وبت لا أعرف
هل أنا أغرق؟ ...
أم أنا أبحر؟ ...
فالقوافي بت أراها اسماكا تسبح
والقصائد مراكب في أزرق مقلتيك
تبحر...
وهدبك صارت أقلاما
تخربش في صدري
كلاما غريبا...
وبين الضلوع تحفر...
ألا ترفقت بحالي
وضممتني في رفق...
لما جفونك تكتب في داخلي
وقلبي تعصر...
فأنا لم يحصل لي في تاريخ الشعر
أني قرأت
عن عينين تحملان البحر كتابا
والقوافي مرجا أخضر...
ولم أصادف يوما ...
عيونا تقول الشعر
وتجعلني أسهر...
يا صغيرتي...
ماذا بعد أن تورطت في عينيك
وأصبحت لا أفكر؟ ...
وبت لا أجيد لغة أخرى
من خارج قاموس مقلتيك
وطحلبهما الأخضر...
كيف يمكنني أن أكتب من خارج عينيك
من دون سمائهما الأزرق
وبحرهما الأخضر...
كيف يمكنني أن أقول الشعر
من دون مد وجزر بحرهما...
ومن دون هدبك
التي تخربش في وجداني
ومثل الطير في صدري تنقر...
كيف يا صغيرتي من دون عينيك
شعري سيبرق...
وسيرعد ...
وسيمطر...
فأنا باختصار
أكتب إليك
كيف أبرأ من عينيك
بدون أن أتكسر...
بدون أن يتفطن القراء
أن شعري من دون عينيك لا يبهر...
يا صغيرتي
خلاصة الكلام
كيف لا أواصل التورط فيك أكثر؟ ...
**
بقلم الشاعر محمد جميل الطرابلسي
**
30 مارس 2022
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق