الثلاثاء، 8 أبريل 2025

رأيتها_ بقلم الكاتب / هيثم مراد

رأيتها تنبش بين أوراقي في المدرسة!

كانت تحمل كتابًا وتضع آخر، بدا لي الأمر غريبًا في البداية، لكني غضضت بصري وأفسحت لها المجال.

قلت في نفسي: دعها تأخذ ما تشاء… دفاتري من أرخص الأنواع، وكتبي أعطتني إياها المدرسة، قرأها جيلٌ بعد جيل، وأقلامي أكلتها المبراة.


لم أُعر الأمر أهمية حتى قاطع أفكاري دخول مدير المدرسة إلى الصف. عندها توقفت عن العبث بحقيبتي فجأة.


انتهى الدوام، وبدأ الطلاب يتدفقون نحو بيوتهم. كنا نتسابق في الطريق، نلعب ونضحك، والنسيم يحمل ضحكاتنا بين الأزقة.

عدت إلى منزلي منهك الجسد، أرتميت على حقيبتي العتيقة، فتحتها بحذر كي لا تتمزق أطرافها الهشة.


وفجأة… رأيت ورقة مطوية بعناية، مكتوبة بخط يدٍ مرتجف كأنها رسالة خجولة. لم أفهم منها سوى اسمي وتوقيعها آخر السطر، أما باقي الكلمات فقد أضاعها رداءة الخط.


في اليوم التالي، سألتها عن الورقة وما فيها، فاحمرّت وجنتاها كأنها وردة فاجأها الربيع، ثم التفتت ومضت مسرعة دون أن تنبس بكلمة.


في الحقيقة، استغربت تصرفها، وظننت أنها لم تكن تعني شيئًا، فرميت الورقة في سلة المهملات، متأكدًا أنها لا تريدها.


لكن حين كبرت… أدركت أنها كانت رسالة، رسالة من قلبٍ صغير لم يعرف كيف يُعبّر.

وبدأت أتخيل كلماتها….

بقلم : هيثم مراد

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سطور_ بقلم الشاعرة / ربا الرباعي

  سطور. مالي أراك تعانق سطور  الروح ...وحنين  شوق يناجي مهجة الذكريات  يا من استمالت عيني لمرآه وعطرك تغلغل  عبقه خاشعا لذكراه أتحسب أن البع...