الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

الأدب هو الطريقة الأكثر إمتاعا _ بقلم الأديبة الجزائرية / مليكة بن قالة

 

كل منّا يفقد شيئاً عزيزاً عليه، فرصاً، إمكانيات، مشاعر لا يُمكننا استعادتها أبداً، كل هذا جزء من معنى كوننا نعيش، ولكن في داخل رؤوسنا - أو هذا ما أتصوره أنا- نحنُ نُخزّن الذكريات في غرفةٍ صغيرة هناك، غرفة يوجد بها رفوف كرفوف المكتبة، ولنعيّ ونفهم الأعمال التي كتبتها قلوبنا،علينا أن نُصنفها وننظمها ببطاقات، ونُزيل عنها الغبار من حين لآخر، ونُجدد لها الهواء، ونُغير الماء في أواني الزهور، بكلماتٍ أخرى، تعيش معنا إلى الأبد في مكتبتنا الخاصة ولا تموت .


~~ أُريد ذلك الوقت الذي لا يُداهمنا ونحنُ في منتصف الأشياء، وقتاً نتحرك فيه بحريّة الأقوياء، فنمشي بين الأيام والناس والأماكن والأحداث دون أن نُوقظ شيئاً من سباته.


 ~~أُريد أن يتوقف التاريخ عن تأبيننا أو تمجيدنا أو الحكم علينا لمدةٍ ما، حتى نتمكن من ترتيب هذهِ الفوضى، أن نركض في طريق الصواب بشجاعة الإنسان الذي لا تُخيفه أخطاؤه، بل يجمعها ويصنع منها قلادة أصداف تُذكره بنفسه كلما أحدثت خشخشة لافتة أنه صغير وبسيط ومُغرق في عاديته، لكنّه متجه بكلّيته إلى إصلاح الأيام ورتق ثقوبها التي يتسرّب منها الأمل.


~~ أُريد ألا يفوت العمر ونحن نتبصّر المعنى أو نستوحش الطريق أو نخذل صورنا القديمة أو نخدش بهاء أحلامنا.


~~أُريد وقتاً شاسعاً حتى أفهم كل هذا .


~~ أنا أيضاً لا أُريد أن أكون بهذا الحزن، لكننا لا نختار مشاعرنا، ولا يسعنا تغييرها، إنها ملتصقة بي، كروحي، كشخصيتي، كهويتي، إنها جزء مني، وأنا أتقبّل كل جزءٍ مني مهما كان، ولا يهمني إن كان يعجب الآخرين أم لا، يكفي أن أكون مُتعايشاً مع ذاتي، راضياً بكل تقلباتها الشعورية، بعيداً كل البُعد عن قمع ما أشعر به .

تُوجد أحاسيس هي بذاتها منامات، تحتلّ مثل الضباب كلّ مساحات الروح، لا تدعنا نفكر، لا تدعنا نعمل، تحُولُ بيننا وبين أن نكون ما نُريد .


                             الكتابة هي النسيان، 

          الأدب هو الطريقة الأكثر إمتاعاً لتجاهل الحياة .


 مليكة بن قالة 🇩🇿🖋️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فيني قلب _بقلم الكاتبة / فضيلة رشيد

 فيني قلب  نبضاته أتعبتني شرايينه من كتر الخفقان أرجفتني ثقل كاهلي من التعب والقهر ولا يشعر بتوتري أي كائن يسرق  الأمل مني والسعادة جافتني ت...