الأربعاء، 21 فبراير 2024

ما جزاء الخيانة _بقلم الأديب العراقي / ناجح صالح


ما جزاء الخيانة !

                   --------------


ها أنت تسرف في المعصية ، وها أنت تتمادى في غيك ، فأين هي حصانتك ؟ وأي خيانة ترتكبها إزاء نفسك !

لقد سلكت طريقا وعرا ليس فيه ثمة أمل للنجاة إلا أن تعود لرشدك ، إذ ما أبشع أن تخون نفسك التي أراد لها الله الإستقامة .

وها هو صديقك الذي عاشرته سنين طويلة يطعنك الطعنة النجلاء من وراء ظهرك فيفشي سرك الذي ائتمنته عليه ويقول فيك قولا سيئا لا تكاد تصدقه ، فأي خيانة للصداقة التي ربطتك به ردحا من الزمن !

وها أنت في غمرة عملك تتقاعس وتلهو وتعبث دون أن يكون لك إحساس بأن العمل أمانة وجب عليك أن تؤدي حقها ، فأي خيانة ازاء ما تتقاضاه من أجر دون عرق جبين ! 

وها هي أمانة المال بين يديك فتفرط فيها الإفراط الذي يجعلك تطمع في اختلاسها دون رادع من ضمير ، أليست هي خيانة تستحق العقاب الصارم !

وأنت ما زلت تردد أن الوطن له قدسية وأن الدفاع عنه فرض لا تهاون فيه وأن الجهاد في سبيله تزكية للنفس وطهارة لها ، فلماذا وقفت موقف العاجز الضعيف ! ثم تماديت بعدها لتبسط يدك بيد عدوك وتنصره على أرض وطنك وتدنيسها لقاء ثمن بخس ، فأي خيانة اقترفت بحق وطنك الذي آواك وأطعمك وأكرمك ! ألم تعلم أن خيانة الأوطان لا يبرره مبرر ولا تشفعه شفاعة ! 

وغير هذا وذاك ، فهذا رجل يدنس بيت الزوجية ويغتال رباطها المقدس منقادا وراء غريزته وهواه راكضا وراء امرأة من سقط المتاع .

وهذه امرأة أهدرت ميثاق الزوجية ساعية برجليها الى حتفها حينما تكشف النقاب عن جسدها لتستسلم لعابر سبيل خدعها بمعسول الكلام لتقع بالتالي في فخ الخطيئة .

أي خيانة هذه من الرجل والمرأة وهما يركلان بيت الزوجية بالأقدام وينهالان عليه طعنا بخناجر مغموسة بسم زعاف !

ما أشق الخيانة على النفس وهي في مذاقها المر ورائحتها التي تزكم الأنوف !

ما أثقلها على أسرة وهي تضيعها وتمزق أوصالها ! وما أثقلها على وطن وهي تقوده الى الحضيض !

ترى ما جزاء الخيانة وهي تتراءى لنا كعفريت بشع لا يريد لنا خيرا ولا راحة ولا سكينة .

ما جزاؤها وقد سلبت منا أنفسنا وقيمنا وأسرنا وأوطاننا !

الحق يقال أن جزاءها ليس إلا القصاص العادل ، فمن أسرف على نفسه وباعها للشيطان ومن اغتال عهد الصداقة ولم يراع قيمها ومن أهدر قدسية الوطن ومن طعن شرف الأسرة وكرامتها .. هؤلاء جميعا هم من وجب على القضاء أن يقول كلمته العادلة فيهم ليكون القصاص هو خير جزاء لجنس عملهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا أيْس (فَعِلَ) _بقلم الأديب / محمد إبراهيم

 لا أَيْس (فَعِلَ ) .. ليس الأمر جميلا إن كنت شهيرا ليس هذا ما يرفع نحو المجد لا ضرورة لملئ الأرشيف والإرتجاف فوق المخطوطات . غاية الإبداع ش...