- افْتِراق -
سالَتْ مِنَ الأجفانِ بَومَ وداعِكُمْ
مِنِّي -وَأقسمُ بالكتابِ- دُموعُ
كنتُمْ كماءٍ مُبْردٌ بي غُلَّةً
بَلْ أنْتُمُ في الدَّاجِياتِ شُمُوعُ
لا أرتجي إلَّا وِصالاً مِنْكُمُ
تَزْهو بهِ الأحلامُ،ثُمَّ تَضُوعُ
أدعو إلهي أنْ يُيسِّرَ جمعَنا
إذ ذاكَ يَبسِمُ حُلْميَ المفْجوعُ
ويَصيرُ قَوْدُ الدَّهْرِ طَوْعَ رَغائبي
ومِنَ القَريضِ جَنائِيَ المَطْبوعُ
إنِّي عَنِ الدِّنْيا نَأيْتُ بِمُهْجَتي
عَنْ كُلِّ بُهرُجِها أنا المَقطوعُ
أمَّا ابْتِسَاماتي القديمةُ أصْبَحَتْ
حُلماً أظُنُّ بِأنَّهُ مَمْنوعُ
لا تَبتَئِسْ فهَواكَ رُغْمَ فَجيعتي
بِكََ في دَمي يا صاحبي مَزْروعُ
لا أشْتَكيكَ،فأنْتَ سِرُّ سَعادتي
وكَذاكَ أنتَ طُموحِيَ المَشْروعُ
ضَمَّتْ هَواكَ مَشاعري مِنْذُ الصِّبا
والرُّوحُ أيضاً،والحَشا،وضُلوعُ
مُنْذُ افْترَقْنا،والنُّجومُ نديمتي
حَتَّى يُساوِرُها مِنَ الأفولِ شُروعُ
والغَمْضُ يَجْفو مَضْجَعي،والشَّوقُ بي
أبَدَاً يَزيدُ...لَهُ إليكَ نُزُوعُ
إنِّي عَلَيكَ الخَوْفُ أخكَمَ قَبْضَةً
مِنْهُ عليَّ بِحيرةٍ مَتْبوعُ
بَيْني،وبَينَكَ في الوصالِ تَشَكَّلَتْ
جَرَّاءَ نَمِّ الحاسِدينَ صُدُوعُ
مَعَ ذَا،فَلَسْتُ بِجاحِدٍ لكَ حِقْبَةً
خَضْراءَ أَنْجُدُهَا زَهَتْ،وَرُبوعُ
وَوِهادُها غِزْلانُها وَردِيَّةٌ
مِنْ نافِراتٍ،والكَثيرُ هُجُوعُ
ماكانَ ذَنباً أنْ كتمْتُ مشاعري
إذْ لَيْسَ عِندي عَنْ هَواكَ دُفُوعُ
في خافقي عِيسى،وأحْمدُ دائِماً
ومُحَمّدٌ خَيْر الوَرى،وَيَسوعُ
لاتَنْحني هامي العزيزُ سِوى لِمَنْ
لَهُ في الصَّلاةِ مِنَ الأَنامِ رُكُوعُ
ودَوَامُ حَمْدٍ رُغْمَ قَسْوةِ غُربَتي
فالأجْنِباءُ عَنِ الشُّرورِ فُروعُ
والأغْرِباءُ عَنِ المكارمِ شَمْسُهُم
غَرُبَتْ،فلَيْتَ لها عَلَيَّ طُلُوعُ
فأعَزُّهُمْ شَأْناً بَخيلُ مَوَدَّةٍ
وَأَشَحُّهُمْ نَفْسَاً أذَلُّ خَنُوعُ
أَهْلي سَراةُ الاكْرَمِينَ جَميعَهُمْ
ولواؤُهُمْ فَوقَ الذُّرا مَرفوعُ
حَاشى يُهانُ النَّازِلونَ بِهِمْ،ولا
جارٌ لَهُمْ يْسْطو عَلَيهِ الجُّوعُ
أربابُ أقلامٍ،ووَحْيٍ سَامِقٍ
مُتَدفِّقٍ ،فَكَأَنَّهُ يُنْبوعُ
سلوم احمد العيسى ٢٠٢٣/١١/١٥ م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق