ابن الأصول
بقلم:الشاعر محمد توفيق ممدوح الرفاعي
ليس كل من ألقى التحية متطفل
وليس كل من طرق بابك سائل
أتى ودودا كريم النفس أصيل
ليلقي تحية ولم يأتيك سائل
سعى اليك مستبشرا كل خير
ورياض الخير تردها الأصايل
ما سعيه إلا ليصل حبل ود
انقطع وصاله من زمن طويل
لم يأتك يروم لنفسه حاجة
إنما موفدا إليك مبعوثا رسول
يحمل إليك تحية ود ورسالة
يوصلها ومن ثم ينشد الرحيل
أوصدت بابك دونه بحجج واهية
بخيوط عنكبوت ليس لها تأويل
إن كنت مغلوبا على أمرك فلا
تدعي الحكمة ودع القال والقيل
اعليت شأن الاخرين واستنكرته
ونظرت إليه نظرة وضيع ذليل
انت تعلم أنه عفيف النفس كريم
وسامي الأخلاق من أصل نبيل
لم تكن أمه إلا إذات عفة وشرف
ولم يكن أبوه إلا للأصالة دليل
ورث عن أبويه كل رفعة وطيب
ولم يكن يوما أبدا للآخرين ذليل
وهو في الرجولة والشهامة مثل
يحتذى ومن أمثاله الرجال قليل
إن كنت لا تدري ماكريم خصاله
فاسأل قومك كمْ قدم لهم فضائل
يكفيه فخرا أخلاقا تجمل بها
واحتسب عند الله الصبر الجميل
واحتمل آلام سهامك تخترق قلبه
بخلق كريم منعه مما قد يفعل
لا تستصغرن أحدا وتستخف بهم
فقد يكون دعائهم عند الله مقبول
ليس كل من يطلب وصالا وودا
طامع بطعام وسقي أو مال قليل
كسر خواطر الرجال فعل مشين
وفاحشة وزرها عند الله ثقيل
وجابر الخواطر عظيم عند ربه
يسقيه قراحا من كوثر سلسبيل
خرج كسير الخاطر دامع وكأنك
قسمت ظهره ضربا بسيف مسلول
إن كنت اليوم بمالك تعيش متنعما
فغدا قد لا تجد من المال إلا القليل
إن كنت قد قرأت كتاب ربك يوما
ففي آيات الكهف عبرة لك ودليل
سخاء النفس ليس مالا تجود به
إنما بأفعال وبشاشة وقول جميل
تعيبون الناس من قلة في أموالهم
وهم افضل عند الله وأقرب سبيل
لو حظوا من الدنيا ماحظي غيرهم
لكان لهم شأن ليس لغيرهم مثيل
الفقر ليس عار يعاب عليه الفتى
إنما يعاب الفتى لقلة خير الشمائل
فتحوا أبوابهم للضيفان مشرعة
ولا يردون محروما فقيرا أو سائل
كنت بيننا وبيت قومك حبل وصال
واليوم قد قطعت أسباب التواصل
ولا تغرينك دنيا إن هي إلا دار فناء
وكلنا سنكون غدا حامل أو محمول
*****
ا لكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق